شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 199)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 199)
المحتوى
العلاقات مع مصر لم تتاثر
أكدت المصادر الاسرائيلية الرسمية أن
معارضة اسرائيل للجهود العربية في المجال النووي
لاتشمل مصرء التي أصبحت تربطها باسرائيل
علاقات سلمية. إلا أن هذا الاعلان لم يخفف من
حدة ردود الفعل المصرية ضد اسرائيل بعد عملية
تدمير المفاعل العراقىء التى نفذت بعد لقاء بيغن
والسادات في اوفيره بشرم الشيخ. بثلاثة أيام
فقط؛ مما خلق انطباعاً داخل مصرء وفي العالم
العربي ‏ يفيد بأن السادات كان على علم مسبق بها.
وقد نقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية مضمون
التقرير الذي أرسله السفير الاسرائيلي في القاهرة,
موشي ساسون, بعد اجتماعه إلى السادات الذي
اتهم اسرائيل بالغطرسة, وبالرغبة في اظهار تفوقها
كما تصرفت في سنة ‎,١15737‏ وفي التسبب بضرر
لايقدر لجهود مصر من أجل خلق صورة مختلفة
لها في العالم العربي. وصرح السادات أيضاً أمام
ساسون ب «أن مصر لن تسلم أبدأ» بعودة
اسرائيل إلى تظاهرها بتفوقها ومد يدها الطويلة
أمام العالم العربيء مشتكياً من الظروف
الشخصية الصعبة التي وجد نفسه فيها نتيجة
قصف المفاعل الذي نفذ بعد أيام معدودة فقط من
لقائه مع بيغن في اوفيره. ومما قاله السادات
لساسون: «لقد دفعتموني إلى وضع غير محتمل,
فأصدقائي لايفهمون كيف أخفى بيغن عني خطة
مصيرية كهذهء بينما يؤكد خصومي أنني كنت
مطلعاً على سر العملية الاسرائيلية» (هاآرتس.
6 ونفى بيفن أن يكون قد تسيب
في ارباك السادات: «لأن أحداً لايتوقع منه كشف
سر عسكري. وأنه حتى السادات كانت لديه
اسرار استراتيجية لميكشفها له» (المصدر
نفسه). والجدير بالذكرء أن بيفن قام بارسال
رسالة شخصية إلى الساداتء, عقب تدمير المفاعل,
يطلعه فيها على دوافع اسرائيل لتنفيذهاء في محاولة
لتخفيف غضبه ضد ‎١|‏ أسرائيل (داقفار,
)2
وفي مقابلة مع وزير الزراعة, اريئيل شارون,
الذي يقال أنه هو الذي نظمٌ لقاء أوفيره بين بيغن
والسادات قبل الانتخابات الاسرائيلية» وذلك خلال
زيارته إلى مصر في ايار (مايى) الماضيء اعلن أن
«القرار حول تدمير المفاعل اتخذ قبل اشهر طويلة,
وليست هنالك أية علاقة بين اوفره ويغدادء حيث
لم يرغب أحد في توريط السادات. وثمة أمر آخر
ينبغي توضيحهء وهو ما أعلنه بيغن للسادات: من
أنه لامجال لأية مساومة فيما يتعلق بالمواضيع
الأمنية. والدليل على ذلك القتال المستمر ضد
[الفدائيين] رغم ارادة السادات» (من مقابلة مع
اريئيل شارون» يديعوت احرونوت,
4
ويبدوء في الواقعء أن الحديث المصرئي حول
تأجيل تنفيذ جميع المشاريع المشتركة بين مصر
واسرائيل في المجالات السياسية والعسكرية
والاقتصادية والزراعية. احتجاجاً على ضرب
المفاعل العراقى, إنما كان ضريبة كلامية فقط,
لإمتصاص النقمة الداخلية في مصر ضضد اسرائيل؛
حيث أجمع الاسرائيليون على القول أن السادات
لن يفعل شيئاً من شأنه التأثير بصورة فعلية على
مجرى الانسحاب من سيناء في نيسان (بريل)
4
استراتيجية اسرائيل النووية
أثارت العملية الاسرائيلية ضد المفاعل النووي
العراقى جدلاً واسعاً في اسرائيل حول
استراتيجيتها النووية ومدى تأثيرها على قضاياها
السياسية والأمنية. وعلاقاتها مع العرب والدول
الكبرى. ويلاحظ أن ثمة نقاطاً بارزة في هذا
النقاش يجري التركيز عليها كثيراً. وهي: أولاء أن
استراتيجية اسرائيل النووية لايمكن تركيزهاء إلى
ما لانهاية على مبدأ الاحتكار النووي في منطقة
الشرق الأوسطء وهى الأمر الذي سعت اسرائيل
إلى تحقيقه من وراء ضرب اللمفاعل2 وذلك رغم
حديث رئيس الحكومة بيغن وسياسيين اسرائيليين
آخرين عن أن هذه العملية ستكون سابقة بالنسبة
لحكومات اسرائيل المقبلة في موقفها من أي
مشروع نووي ينقذ في الدول العربية.
ثانياً: إن الاستراتيجية النووية الاسرائيلية
ليست بمعزل عن سياسة الدول الكبرى في المنطقة
ومخططاتها حاضراً ومستقبلاً.
ثالثاً: «ان ميزان الرعب» في المنطقة إذا ما تحقق
يشكل خطراً على وجود اسرائيل ويالتالي فإن أية
استراتيجية نووية لن تضمن أمنها في المستقبلء كما
لن تضمن تخليها عن الأسلحة التقليدية.
03
تاريخ
سبتمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6715 (5 views)