شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 201)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 201)
- المحتوى
-
من الخطر النووي (الذي تشكله عليها الدولة
الكبرى الثانية). سواء في اطار تحالف اقليمي
اواتفاق ثناني. إلا انه. من الناحية الاخرى, هنالك
رغبة مشتركة لدى كلا الجبارين: تتمثل في الحفاظ
على الطابع المحدود والمراقب للنزاع بين حلفائهماء
كي لايتورطا في مواجهة نووية. فمثلاًء يمر
الولايات المتحدة أن تقوم وكيلتها في الشرق
الاوسطء بضرب وكيلة الاتحاد السوفياتي وعلى
العكسء طلما ان سفك الدماء هذا لا يهدد بجر
أحد الأطراف. اوالاطراف جميعهاء؛ إلى خطر
استخدام السلاح النووي» (امير اوران. ملحق
داقان 19541/5/17).
ماذا يعنى هذا؟ إنه يعني ان اسرائيل لا
تستطيع الاستفادة من قوتها الرادعة النووية
بصورة كاملة, لأن ذلك يمكن أن يصطدم بسياسة
ادل الكبرى في المنطقة. و«ميزان الرعب», إذا
تحقق في الشرق الأوسطء لن يمنع نشوب حروب
”5 على خلفية الصراع العربي الاسرائيليء
طالما أن هذه الحروب تخدم مصالح الدول الكبرى
وتكون مراقبة من جانبها كي لا تتطور إلى التراشق
النووي. وعلى هذا الأساسء, يبدو أن تخطيط
أصحاب الخيار النووي في اسرائيل المبني على ان
ميزان الرعب, اذا ما تحقق, قد يوفر على اسرائيل
خوض حروب تقليدية» ليس هناك مأ يثبت صحته.
ولا تحظى وجهة النظر النووية هذهء كما يدعو اليها
زعماء حزب العمل في الأساسء بموافقة شاملة
داخل اسرائيل.
أما وجهة النظر الثانية. وهي لانووية» فتدعو
إلى تجريد منطقة الشرق الأوسط من السلاح
النوويء أو الحفاظ على الاحتكار النووي الاسرائيلي
في المنطقة. ويبرر اصحاب هذه الدعوة وجهة
نظرهم بقولهم: «إن العرب غير عقلانيين في نظرتهم
تجاه اسرائيل وف اللحظة التي ستمتلك فيهااحدى
الدول العربية * القنبلة الاسلامية ... لن تتردد عن
استخدامها فوراً ضد اسرائيل. لذلك لن ينجح في
الشرق الأوسط أي ميزان رعب على غرار ما يسود
في العلاقات بين الدول الكبرى. كذلك, فإن اسرائيل
لاتملك عمقا استراتيجياً اومجال انذار كافياًء
لمواجهة أي هجوم نوويء. أي أنها لاتملك خيار
الضربة الثانية» (امنون سيلع.؛ دافار,
)2
ويبدو أن الحفاظ على الاحتكار النووي
الاسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط. ليس عملاً
سهلً؛ إذ يفرض على اسرائيل مهمة الشرطي
النووي المتأهب دائماء كما حدث
لدى تدمير المفاعل العراقىء الأمر
الذي ينعكس بصورة مباشرة على الأوضاع
السياسية والأمنية في المنطقة كلها. وثمة
معارضونء في اسرائيل: لسياسية الاحتكار هذه
باعتبار أنها تحمل الكثير من المخاطر ولايمكن
ضمان نجاح تطبيقها دائماً. والحل الأفضلء في
نظر هؤلاء, كما أعلنه عيزر وايزمان وزير الدفاع
السابق» هو اقامة نظام استراتيجي نووي اقليمي
مشترك لإسرائيل وللدول العربية؛ يرتكز على تأييد
الولايات المتحدة. وفي هذا النظام لن تجد اسرائيل
نفسها وحيدة في مواجهة أي تهديد نووي عراقي»2
وانما في نظام مشترك مع مصر والسعودية وريما
مع دول عربية اخرى (يديعوت احرونوت,
ا/ت/ 4 6).
إلا أن هذا الآمر اصبح مرتبطاً بتسوية
الصراع العربي الاسرائيلي في البداية؛ مما
يفرض على اسرائيل تنازلات عدة. وهذا مابدأ
يخشاه الاسرائيليون على أي حال. فعملية تدمير
المفاعل النووي العراقي فتحت عهداً جديداً ف
الصراع العربي الاسرائيليء وهو عهد النشاط
النووي؛ الأمر الذي أصبع ثثد تنظيمه مرتبطاً بتسوية
هذا الصراع. وإذا لم يتحقق ذلك ستبقى الأهداف
النووية في الدول العربية. حسب رأي أحد الكتاب
الاسرائيليين» منطقة صيد مسموحة لإسرائيل؛ مما
يبعدها عن أي نظام استراتيجي عربي أميركي»
وبالتالي عن ضرورة تقديم أية تنازلات في المناطق
المحتلة.
ويبدى أن حكومة بيغن, لن تجيد
سوى التفكير بدور الشرطي النووي» رغم
مايشكله ذلك من اضرار بمصالح اسرائيل
السياسية والأمنية» ومن تصعيد لحدة الصراع
بينها وبين العرب؛ وذلك في الوقت الذي لا تستطيع
فيه. عن طريق استخدام القوة» حتى ضمان أبعاد
الخطر النووي عنها إلى مالانهاية؛ الأمر الذي
يخشاه العديد من معارضي سياستها.
حنه شاهن
3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 118
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22319 (3 views)