شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 18)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 18)
- المحتوى
-
من المهم. هناء ان تسجل أن عباس محمود العقاد كان من اوائل المفكرين
المصريين الذين عالجوا موقف الانسان المصري من الدين معالجة عقلانية وعلمية. ففي
رأي العقادء ان الذهن المصري ذهن عملي واقعي, وان الأرض والنيل والفيضان والغلة
(أي المحصول) كلها بالنسبة للذهن المصري وقائع محسوسة مطردة في قياس العقل
لاتتصل بعالم الغيب الا اتصالاً بسيطاأً لايحوج الموء الى خيال جامح؛ واذما يحوجه فقط
الى التدين والايمان. وهناء كما يرى العقادء كان السر في ان الانسان المصري الأول خلق
عاله السماوي على نمط عله الأرضيء يأكل فيه الانسان ويشرب؛ ويستعد له بالطعام
وبمتاع هذا العالم الأرضي وآنيته ويعمل على أن يحفظ جسده من العطبء لأنه الجسد
الذي سيعيش به بعد البعث. كما يرى العقاد ان هذا هو سبب هدوء العقيدة الدينية عند
المصريء وخلوها من التعصبء وخلى تاريخ مصى الديني من المذابح الطائفية50©.
الثورة الفلاحية الأولى
ستحاول؛ هناء الاطلالة على تاريخ مصر الاجتماعي في الحقبة الأولى منه والتي
اصطلخ على تسميتها بالحقبة الفرعونية؛ ونسميها نحن مرحلة الثورات الفلاحية الاولى.
وبطبيعة .الحالء فإننا لانزعم اننا ستلمٌ بتاريخ تلك الفترة بكل تفاصيله, ولكننا اذا نظرنا
الى تلك الحقبة من خلال حركة المجتمع. وليس من خلال حركة ملوك الأسر المختلفة,
سنستطيع ان نضع ايدينا على المحاور الرئيسية لتاريخ تلك الحقبة. كذلك فإنناء هناء كماء
في فصول قادمة من هذا البحث. سنحاول اجراء اختبار تطبيقي لما سبق ان أشرنا اليه
من وجود علاقة وثيقة بين موقف الانسان المصري من الدين وبين مصالحه الاجتماعية
الاقتصادية؛ باعتبار هذه العلاقة احدى السمات الأساسية لعملية تشكل البنية القومية في
مصر.
حوالي عام 78٠ ق.م.. في عهد بيبي الثامن آخر ملوك الأسرة الساديية؛ شهدت
مصر ثورة فلاحية شاملة هي الثورة الأولى التي امكن تسجيلها تاريخياً. وبينما كان سخط
الفلاحين, في هذه الثورة. موجهاً ضد المظالم التي توقعها بهم الدولة المركزية واجهزتهاء
فإن امراء الأقاليم الذين لعبوا دورأ هاما في تلك التورة كانوا يستهدفون تقوية سلطتهم
على حساب السلطة المركزية. وبعضهم كان يحاول ان ينفصل عنها.
وكان من نتائج هذه الثورة ان العلاقة الفردية الخاصة بين الفلاح وقوى ماوراء
الطبيعة حققت بعض المكاسب في اتجاه الاستقلال عن المؤسسة الدينية الرسمية. فصار
من حق الفلاحين ان يبقوا المقابر لموتاهم, وان يشاركوا في المواكب الدينية. وصار للفرد
العادي حق استخدام الرموز الدينية التي كان يستخدمها الملك وكانت؛ حتى ذلك الوقت
حكراً له. كما صار من حقه ممارسة الطقوس الدينية دون وصاية من الملك وبالتالي من كهنته.
هذا النزوع للاستقلالء في العلاقة الدينية بقوى مافوق الطبيعة, عن المؤسسة
الدينية الرسمية التي كانت ترفع الملوك الى مستوى الآلهة. كان مقروناً بموقف من
المؤسسة السياسية الادارية القائمة» في ذلك الوقتء والتي كان الملك أيضاً على قمتها.
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 119
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22446 (3 views)