شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 19)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 19)
المحتوى
ففي تلك الثورةء امتنع الفلاحون عن دفع الضرائبء. وهجموا على مخازن الحكومة
ونهبوهاء واقتحموا المكاتب الحكومية ويعثروا محتوياتها وأتلقوا سجلات المحاكم, وقئوا
موظفي الدولة, ومزقوا برديات القوانين في الطرقات, واحرقوا قصور الملك والاغنياء
وفتحوا قبورهم ويعثروا اشلاءهم. ومعروفة جيداً لدى دارس الأدب المصري القديم بردية
نفرتي التي يصور فيها الاحوال التي ادت الى اندلاع الثورة ويقول فيها: «انظروا الى
الصناعء انهم لايعملون» ققد اضاع اعداء البلاد مافيها من' حرف. ان الذي يحصد
الحصاد لايعلم عنه شيئاً. وذلك الذي لم يحصد يملا مخازنه بالغلال». من المهم ملاحظة
ان هذه البردية تتحدث عن الارستوقراطية الحاكمة؛ وعلى رأسها الملك ‏ الاله بالطبع,
باعتبار افرادها «اعداء البلاد».: وهناك بردية اخرى اوردها برستد تنطق بعض فقراتها
بالشماتة من تلك الارستوقراطية الحاكمة. حيث تقول: «الأشراف يتوجعون, اما المعدمون
فتمتلىء قلوبهم بهجة, واولئك الذين كانوا يرفلون في الثياب غدوا في اسمال بالية, .
وسيد أت البيوت يسألن: أما من شيء نأكلهى(' ").
“.| وسنجدء فيما بعدء ان اية قداسة لن تمنع الفلاحين من العصيان والتمرد. فقى
أيأح رمسيس الثاني» ثاني ملوك الاسرة التاسعة عشرة ‎1١٠١ ١1760(‏ ق.م.), أضرب
الفلاحون المجندون للعمل في المحاجر وتوقفوا عن العمل. واضطر رمسيس الثاني إلى ان
يتوجه اليهم في مقر العمل ويلقي فيهم خطاباً يضمنه مايمكن ان نصنفه بانه اول قانون
عمل في التاريخ, حدد فيه رمسيس للعمال حقوقهم في الطعام والماء البارد للشربء وفي
الملبس والعطرء وحدد مدة العمل بشهر واحد بالتناوب لكل فلاح» وحق اهلهم سواء كانوا
في الوجه البحري أم في الوجه القبلي في الحصول على الحبوب والقول والملح وما الى
ذلك59),
فقي حكم رمسيس الثالث, عام قم توقف الفلاحون الذين كانوا معيئين
لبناء المقابر الملكية عن العمل بسبب قلة الطعام الذي كان يصرف لهمء ولم يعودوا إلى
العمل إلا بعد ان صرفت لهم مخصصاتهم كاملة.
كان من أهم المكاسب التي حصل عليها الفلاحون؛ نتيجة لشوراتهم منذ
55 ق.م., أن صار لهم ولكل العامة من المواطنين؛ الحق في ادخال ابنائهم الى مدارس
«الموظلفين», ويفسر ذلك انتشار الادب* الذي كان يعبر عن انتقادات الفلاحين لنظام الحكم
واكباث رجال الدولة على عكس ماوصل إليه بعض الباحثين من استنتاجات مقادها ان
الفلاح المصري لا يجرق على انتقاد السلطة.
' فمنذ عام ‎٠٠١‏ ق.م.. وحتى اوائل الدولة الحديثة. شاعت مناجاة كتبها الكاهن
«خع. خبر رع سنب» واتخذت طابع الموال الشعبي؛ وهو يقول فيها: «كل يوم يستيقظ
الرجال في الصباح لكي يعانواء وليس الفقير قوة تنقذه من الذي يفوقه... تمر المصائب كل
يومء ولكن احزان الغد لم تمض بعد». كذلك عثر على نصوص كثيرة منقوشة على قطع من
الفخار تستنزل اللعنات على فرعون ورجاله”).
ويظل اكثر النصوص تعبيراً عن موقف الفلاح المصري من السلطة ومن الدين هو ذلك
1١ا/‎
تاريخ
أكتوبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22449 (3 views)