شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 21)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 21)
- المحتوى
-
إلا اسم من يقيم العدل, ويستمر الفلاح في تحذيره لرئيس الديوان فيقول له انه إذا
لم يستمع الى شكواه فإنه, أي الفلاح. سيستجير منه «بانوييس» حامل ميزان العدالة في
محكمة أوزوريس ف العالم الآخرل"").
ويلاحظ ان رمسيس الثاني, صاحب فكرة ان مقياس الرجل العليب ذي الأخلاق هو
العمل بلا تعب في خدمة الدولة» كان ثاني ملوك الاسرة التاسعة عشرة التى شاعت خلال
عهدها قصة الفلاح الفصيح؛ والذي تتضمن شكواه, مفاهيم معاكسة لمقاهيم رمسيس
الثاني. وان كان المعتقد ان هذه القصة ظهرت, اول الأمرء في اواخر الدولة الوسطى.
من المهم؛ هناء ملاحظة ذلك الموقف الانتقائي من الآلهة؛ فالفلاح, في هذه
الشكوى, لايذكر الا اسماء الآلهة الذين يمكن ان يكونوا ذوي نفع له: «توت» الحكيم,
و «معات» الهة الحق والعدل» و«انوبيس» حامل الميزان في محكمة أوزوريس.
,أؤالواقع انهء طوال عهد الدولة الوسطىء في مصر القديمة 1٠٠١( ب ١7٠١ ق.م)ء
كانتتتبلور ايديولوجيتان دينيتان: الأولى؛ وهي الايديولوجية الدينية الرسمية, وهي
تكرسن تسخير مجمل الشعب في خدمة الارستوقراطية الحاكمة وعلى رأسها فرعون.
والثانية» وهي الايديولوجية الدينية الشعبية وتنطلق: اساساً, من مبدأ ان مهمة الحاكم,
اى الدولة, هي تحقيق مصالح الشعبء وان ذلك هو المقياس لكل شيء.
وفي صراعهم من اجل تحقيق مكان متميز لهم في الارستوقراطية الحاكمة, عمد
كهنة آمون الى تكريس الايديولوجية الدينية الرسمية وتعزيزهاء مما عمق هذا الانقسام في
الايديولوجية الدينية» وعمق التعارضء بل وبرره بين الايديولوجيتين: الرسمية والشعبية.
وإن كان الكهنة قد مهدوا بذلك الطريق لسقوطهمء ولسقوط الدياتة القديمة باسرها.
3
فالأمراء الذين تجمعوا حول اجمس ١١8١( ق.م.) وقادوا جيوشاً-من الفلاحين
المصريين لطرد الهكسوسء تزايد نفوذهم. وحصلوا على مزيد من الامتيازات السياسية
والاجتماعية نتيجة لدورهم القومي في معركة التحرر من الهكسوس. اما الفلاحون الذين
قاتلوا دفاعاً عن ارض الوطنء فقد اصبحوا هم الآخرون قوة يخشى جانبهاء فبدا الفراعنة
يسرحون فرق الجيش المشكلة من الفلاحين» او يرسلونها الى الحدودء أى كحاميات في
البلاد المجاورة المقهورةء وبدأوا يستعينونء كبديل عن الجنود المصريين؛ بفرق من المرتزقة
يجلزونها من الخارج وأساساً من قبيلة المشاواشاة «الليبية». كذلك بدأ الفراعنة يشكون
في ؤلاء اقاربهم وافراد حاشيتهم من المصريين. فاحاطوا انفسهم بعبيد مستوردين كانوا
يسمون' «المديرين». وهكذاء وبدافع من الصراع للمحافظة على السلطة, دخل العنصر
الأجنبي طرقاً في الصراع المحلي. ونلاحظ؛ هناء ان خوف المتربعين على قمة السلطة في
مصر من الشعب, الذي شكل احد عوامل ازمة النضال القوميء قديماً وحديثاً. كان: منذ
زمن بعيدء احد الخصائص الرئيسية لسياسة الدولة المركزية ف مصر.
ودخل كهنة آمون طرفاً في الصراع الاجتماعي مستغلين حاجة الملوك اليهم لضمان
خضوع الشعبء فيدأ الكهنة يجمعون الشروات ويتوسعون في حيازة الأراضي حتى
15 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 119
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22447 (3 views)