شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 81)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 81)
- المحتوى
-
' التعبير المنظم عن الهوية الوطنية الفلسطينية. التي راهن العدىء ولايزال بعضه
يراهن» على تغييبها. ومن هنا تنبع الاهمية الاستراتيجية الاولى» للمؤسسة الوطنية
الفلسطينية, وأهمية الحفاظ على وجودها واستقلاليتها. فهي الاطار الذي تصب فيه
وتنتظم جهود ابناء فلسطين, المشتتين في بقاع الارض. ثم هي ايضاً الاطار الذي يضم
مؤسسات عدةء سياسية ومسكرية واجتماعية واقتصادية وتنظيمية, تعمل في ظروف بالغاً
التعقيد, في محاولة للقيام بما تقوم به مثيلاتها من مؤسسات في الدول المتواجدة على
| ارضها. وبالاضافة الى كل ذلكء فإن تطور المؤسسة الفلسطينية, تدريجياً مع تطود
ا النضال الفلسطينيء يُجِنْبِ الشعب الفلسطيني وثورته مايحدث لغيره من الشعوب
| والثورات التي يتم فيها انتقال السلطة, فجأة او بسرعة, قبل ان تكون قوى الثورة
مستعدةء بمؤسساتها وكادرهاء فتضطر اما الى الاعتماك على مؤسسات اقامها خصمها
ا ويعمل فيها من لايؤمن بهاء ى الى حل تلك المؤسسات والغرق في فوضىء لفترةمن الزمن:
تتعرض فيها الثورة وانتصاراتها للاتتكاس.
ا ا
0 ولا "كان للمؤسسة الفاسطينية جوانب ضعفها المعروفة من قبل العدى والصديق على
السواءء قَإِن اول ما يعرض المؤسسة الفلسطينية للخطر هو انها ليست على ارضها. وذلك
| يجعلها اظاراً للشعب وللارض معاً. بينما الارض محتلة والشعب مشتت. ومن هنا فإن
| التفاعل اليومي؛ الاجتماعي والانتاجي والثقايء بين الاطار المؤسسي للشعب وبين هذا
| الشعب يتم عبر تعقيدات شديدة, وفي اغلب الاحيان عبر علاقات معنوية غير مادية.
ا فعلاقة المواطن السوري اى العراقي او المصري. مثلاً: بدولته, تتجسد يوميأء في عشرات
ك1 العمليات الحياتية التي يعطي فيها المواطن ويأخذ. طبقاً لنظم وقوانين قد ترضيه وقد
ا لاترضيهء ولكنه يساهم في تطبيقها في كل الاحوال. اما الامر فيختلف بالنسبة
ا للفلسطينيين . (لا يمكن ان نقول المواطن اذ ان هذه الصفة ذات طابع قانوني غير متوفر
حتى الآن للشعب الفلسطيني), فعلاقته بمنظمة التحرير الفلسطينية هي علاقة معنوية
تتجسد عندما يتطوع هو او عندما تصل اليه هيء فلو تذكرنا أن معظم المؤسسات التى
١ يضمها اطار منظمة التحرير الفلسطينية متواجد في لبنان (كل المؤسسات الفلسطينية
[. هي في لبنان» باستثناء مكاتب المنظمة خارج لبنان)» وان لبنان لايضم اكثر من عقر
| تعداد الشعب الفلسطيني, لعرفنا مدى صهوبة التفاعل المادي بين الاطار ومجموع
الشعبء وهو تفاعل ممنوع, قانونا وقسراًء في كثير من البلدان, حتى لى استطاعت المنظة
| أى تمكن الفلبشطيتيون من الاتصال ببعضها.
ولثن كان لهذا الوضع الفريد ميزته الاستراتيجية, كنقيض لدولة «اسرائيل»,
ومزاياه الاخرى أيضا (الانتشار والتنوع والتعددية, إذ لاشيء يمكن ان نفقده اكثر مما
فقدناه من الارض والمرونة), فإن له مخاطره. فالانتصارات التي تحققها الثورة الفلسطينية
' لاتجد لها تجسيدأ على الارضء كما يحدث بالنسبة للثورات الاخرى (مناطق محررة إى
١ مسيطر عليها)ء ويتوجب على الاطار السياسي المؤسسي للثورة الفلسطينية. ان يراكمها
| ويستثمرهاء دون أن يكون في امكانه ترجمة ذلك مادياً. إلا بزيادة حجم المؤسسات
1 القائمة. وهى امر تحده عوامل كثيرة ويتضمن جوائب ضعف كثيرة ايضاً. كما ان تجسيد - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 119
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39509 (2 views)