شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 128)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 128)
- المحتوى
-
وحتى وقوع قصف بيروتء كان هنالك. كما يبدىء تسليم هادىء. من جانب
الولايات المتحدة ودول اوروبا الغربية, بالعمليات الاسرائيلية ضد المقاومة في جنوب لبنان,
طالما ان هذه العمليات كانت تنفذ ضمن حجم معين. الا ان قصف بيروت الذي ادى الى
مقتل واصابة المئات من المدنيين, شكل اساساً لنقطة التحول في الموقف الاميركي» من
وضع المتفرج الهادىء الى المهتم الضاغط. وعاد الحديث في اسرائيل حول «سدى تأشر»
المخططات الاستراتيجية الاميركية, في الشرق الاوسطء بنشاط اسرائيل ضد المقاومة في
جنوب لبنان» وبحجمه وبالاسلوب الذي نفذ بهء وهذا الحديث هى نفسه الذي تكررء خلال
الاشهر الاخيرة, بعد ازمة الصواريخ وقصف الفاعل العراقي. وفحوى هذا الحديث ان
اولويات السياسة الاسرائيلية في المنطقة, لاتتلاءم واولويات سياسة واشنطن. وكما قسر
ذلك سفير اسرائيل السابق في الولايات المتحدة سمحه دينيتسء, «فقد حدثت سلسلة من
التطوارات؛ اسدُوعبت في الولايات المتحدةء وكأن اسرائيل لاتأخذ في اعتباراتها حقيقة
وجود مصالح اميركية في الشرق الاوسطء ولاتدرك ان الصداقة والتحالف هما طريق ذو
اتجاهين,(ز). ويبدى أن الادارة الاميركية استفلت, هذه المرةء عاصفة الاحتجاج ضد
اسرائيل. لدى الرأي العام الاميركي» وحتى في الكونغرس بعد قصف بيروتء لتفرض»؛ على
اسرائيل» موقفها الداعي الى وقف اطلاق النار فوراً (كما جاء في رسالة وزير الخارجية
الاميزكي هيغ الى بيغن قبيل وقف اطلاق النار) ولتتخذ عقوبات مؤقتة بحق اسرائيل
تمثلت في تجميد ارسال طائرات ال ف .١5 للمرة الثانية خلال اقل من شهرين,
بعدما جمدتها في المرة الاولى اثر قصف المفاعل النووي العراقيء في حزيران (يونيو)
الماضي.
وهذه المرة, كان الاستياء متبادلاً بين اسرائيل والولايات المتحدة؛ حيث فوجىء
الاسرائيليون بالنقد والاحتجاج العارم ضدهم «بعد استخدام سلاح الجى بشكل كثيف,
ضد اهداف في لبنان وعلى الأغلب اهداف مدنية؛ الأمر الذي وصل إلى ذروته في قصف بيروت». .وكما
اعلن اسحق رابين» رئيس الحكومة السابقء إن هذا العمل قد أثّر في علاقة الادارة الأميركية
باسرائيل» وأظهر اسرائيل على حقيقتها امام الرأي العام الاميركي وفي الكونغرس؛
«الامر الذي وفر لإدارة ريغان حرية عمل كبيرة ضد اسرائيل»(9"). وكما يصف ذلك احد
الكثاب الاسرائيليين» المقربين من اجهزة الحكم. «فإن احدا من اصدقاء اسرائيل؛ في
الكونغرس, لم ينبرٍ للدفاع عنهاء وحتى الأزعماء اليهود بدأوا يتحفظون علناء حيث اعلن
رئيس «وكمر رؤساء المنظمات اليهودية هوارد سكفادرون: ان هنالك غلياناً بين الاوساط
الليبرالية بين اليهود؛ يشل قدرته على توضيح اي شيء في ظل ما جرى»0*'). فالهجمة على
اسرائيل» من جاتب الرأي العام الاميركي, بعد قصف بيروت, ذكرت الاسرائيليين بتحرك
الشعب الاميركي,. ضد حكومته, بعد استخدام القوة الجوية الاميركية كوسيلة للقضاء
على «الفيتكونخ» وفيتنام الشمالية. «فمرة اخرى تظهر الصور المفجعة ذاتهاء والتبريرات
والتوضيحات العسكرية التي جرى تفنيدها بشكل مهين... وبدأ الاميركيون يشعرون
بالاشمئزاز تجاه اسرائيل. وكأنما حربهاء ضد لبنان» هي استمرار لحرب فيتنام. لقد
شاهدوا انفسهم مرة اخرى على الشاشة: 'طائراتهم وقذائفهم والنساء والاطفال المشوهين
والضائعينء فثاروا مستنكرين»077). :
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 119
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10666 (4 views)