شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 148)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 148)
- المحتوى
-
الطائرات لا تصطاد المدفع: وهذه نتيجة مستخلصة عبر تجارب عدة عرفتها
الحروب الحديثة. سواء في كوريا ام في فيتنام ام في الشرق الاوسط. وقد اكد الجنرال
مردخاي غورء رئيس الاركان السابق: هذه الحقيقة عندما سئل عن رأيه بهذا الموضوع
فأجاب, انه طلب فحص تأثير قصف سلاح الجى الأميركي للفيتناميين عندما
عين ملحقا عسكرياً في واشنطن. وكان الرد؛ انه باستثناء نقطة معينة, كانت النتيجة
خسارة(*"). وثبت من تجربة الطيران الاسرائيي؛ في الحرب الاخيرة ان محاولاته لتدمير
القاعدة التحتية للفدائيين لم تحقق نتيجة ملموسة. بل ادت, كما قال اسحق رابينء الى
خرب استنزاف «ليس باستطاعتنا الصمود فيها ولسنا بحاجة الى ذلك»(: ؟). وشبه احدهم
محاولات «الفانتوم» لاصطياد المدافع الفلسطينية بمحاولات من يبحث عن الابرة وسط
اكوام الركام. فقد استخدم هذا الاسلوب في فيتنام وفشل كلياً. فالفانتوم ليست طرفاً في
الخرب مع الفدائيين الذين يصلون الساعة الثالثة ليلا مع راجمة ضخمة تضم
صاروخاً: يطلقونها ثم ينسحبون الى صور وصيدا. وفي صباح اليوم التاليء يراقبون
الفانتوم تي تبحث عنهم في السماء. ومثل هذه الحرب لايمكنها ان تستمر زمناً طويلاً؛
حيث نيهر الفدائيؤن من الجيش الاسرائييء ويهرب سكان كريات شمونه من اماكن
سكنهمة لذلك, اذا لم يحصل وقف لاطلاق النار خلال الايام القريبة «ستكون العاقبة
وخيمة. واكش منها النتائج(١؛).
واكدت الاحصاءات التى نشرتها الصحافة الاسرائيلية» ان الفدائيين نفذواء خلال
الحربء 48 عملية قصف. وتعرضت "٠ مدينة ومستوطنة اسرائيلية لنيران المدفعية
والصواريخ. ولم تتأثر وتيرة القصف المدفعي الفلسطيني وكثافته؛ في اليوم الاخير للحرب,
عما كانت عليه في اليوم الاول؛ حيث بلغ مجموع القذائف التي اطلقها الفدائيون» قبل
ساعات من. وقف النارء نحى ٠٠١ قذيفة وصاروخ.
خلاصة
واذا كان للمراقب ان يلخص نتائج الحرب الأخيرة بالنسبة لاسرائيلء فلا بد
له من أن يسجل جملة من النقاط الاساسية. فهى حرب تختلف عن كل المعارك التى
واجهتها اسرائيل خلال تاريخ النزاع في الشرق الاوسط. فقد سّجّلتء خلالها؛ عدة
اتحولات.في «المحرمات» التي حذرت القيادة الاسرائيلية من المساس بها تحت كل الظروف.
واهتز كثير من المبادىء العسكرية التاريخية التي حافظ الاسرائيليون عليها الى درجة
القدسية. وكما قال احدهم ساخراً: ان الحرب ضد منظمة التحرير الفلسطينية» في صيف
0١ ستسجل «كحدث تاريخي في حياة الجيش الاسرائيلي»('*)؛ حيث بلور مناحيم
بيغن نظرية استراتيجية جديدة. وهي نقل الحرب الى «عمق المواقع المدنية لاسرائيل».
ومع اننا ندرك حقيقة المبالغة النسبية الكامنة في هذا التقدير» والناتجة عن طبيعة
الصراع الحزبي الداخلي في معظمها. وندرك ايضاً ان عملية التحول الاستراتيجي تسير
بيطء شديدء الا ان الامرء يحتاج الى اكش من وقفة. لاستخلاص العبرء واستنتاج
الدروس
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 119
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10668 (4 views)