شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 182)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 182)
- المحتوى
-
يبحث عن امور حياتية؛ لم تتوقر له بسهولة بادىء الأمر. اما العودة الى الوطن فقد كانت
الحلم الكامن في النفسء في اغوارها البعيدة. وهذاء انما يفسر مرور ما لايقل عن خمس
عشرة سنة. دون ان تشهد الساحة الفلسطينية اية حركة ملموسة للخروج من هذا
الخزان . الموت.
وهذه المرحلة. مرحلة الضياع والوهم. ٠ كان لابد أن تنعكس حيثياتها القاسية على
حركة الشخوص ومواقفهمء وتحدد, بالتاليء اتجاه الحدث ومستواه عندهم. فكيف
سيتعامل غسان كنفاني عسن أبطاله ل فتياًء مع هذه المرحلة؟. ويصيغة اخرى: مانوع
الشخوص الذين سوف تنتجهم هذه المرحلة؟ مافهمهم للواقع. وما موقفهم من مجمل
العلاقات القائمة التي تؤثر في طبيعة سلوكهم الانساني؟ . والاجابة على هذا السؤال,
سوف تقودنا الى صدق سان الذي ادركء وهى يتعامل فنياً مع المرحلةء ان آفاق
شخوصها لايمكن ان تتسع اكثر من المدى الذي تدور فيه وحوله جماهير المرحلة, التي
كانت سغتها كما عرفنا العجز الموضوعيء والاستغراق في البحث الذاتي» عن الحلول
حجبت اية رؤى جماعية؛ ذات مضمون تجاوزي. ١
:إن شخوص هذه المرحلة هم ضحايا الواقع؛ السياسي والاجتماعي. فقد كان نقل
الواقغ وضغوطاته المتنوعة, اكبر من امكانياتهم الذاتية وحدود تفكيرهم وايد ولوجيتهم.
لم يستوعبوا متطلبات المرحلة؛ لذلك كان الموت المجاني مصيرهم في اغلب الاوقات» لانهم
اغرقوا في الرضوخ للواقع وامعنوا في الهرب والبحث عن الحلول الفردية, التي ماكان
بوسعها ان تتجاوز هذا الواقع وتنتصر عليه. هربوا بعيداً؛ عن الموت الذي كان يترصدهم
في جنبات المخيم, باشكال متنوعة, ليجدوا الموت في انتظارهمء بشكل لم تعرفه الماسي
اليونانية؛ في صحراء مقفرة: لاظل فيها ولاماء. ولا صديق في القرب يترحم عليهم. ولكن
دليلاً رأؤًا فيه الامن والطريق الى الجنة الموعودةء فاذا هى فاقد للرجولة والمبدأ» لم ينسه
موتهم المأساويء ان يستولي على ما في جيوبهم وعلى معاصمهم. 3
لقد وجدت هذه المرحلة؛ تعبيرها الفنيء في رواية غسان الأولى «رجال في الشمس»
التي صدرت عن دار الطليعة في بيروت عام 1477. من هى بطل هذه الرواية؟ هل هو
ابوقيس؟ ام سعد؟ ام مروان؟ ام ابوالخيزران؟. ان البناء الملحمي للرواية اعطى الاهمية
نفسها للاصوات الاريعة في الرؤاية, رغم عدم تخصيصه صوتاً منفرداً
ل (أؤوْالُمُيزران), ان جاءت افكاره وتحركاته وتوجهاته, مبثوثة في ثنايا الاصوات الاخرى,
لذلك فإنه من الاجحاف بحق الشخصيات الاخرى. ان نحدد واحدة متهاء على أن لها
البطولة الروائية. كما ان هذا التحديد يُقزم العمل الروائي, الذي اراد له الكاتب أن يعبر
عن «حالة», من خلال سلوك مجموع الشخصيات التي تتحركء واقعياً وروائيًء بانسجام
مع حيثيات المرحلة واطروحاتها الفكرية. وهكذا فإن البطل في الرواية. هى الانسان
الفلسطيني الضحية, الانسان المنفي, وتقدم الشخوص الاربعة مجتمعة, الصورة
العامة لهذا الانسان الذي هو شخص - بطل الرواية؛ والمرحلة التاريخية.
ان سمات هذا الشخص وملامحه, التى يمكن تجميعها من الشخصيات الاريعة,
١و7 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 119
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 3492 (8 views)