شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 188)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 188)
- المحتوى
-
الا للعتمة والضوء. وفي هذا العالم الممتد الى الابد من السواد القاتم» تبدى الساعة مجرد
قيد حديدي يفرز رعباً وترقباً مشوياً. وفي اللحظة التالية فككتها بهدوء واطرحتها وسمعتها
تخبط بصوت مخنوق على الارض»(74). ويطرحه الساعة على الارضء يتخلص نهائياً من
سجن الماضي وحصاره؛ ويبتدىء عملياً خطواته نحوالحياة/ الفعل» وعندئذ يصطدم بجندي
اسرائيي» فيأسره وهو مسلح باحساس جديد غريب. لقد قام بعملية حسابية سريعة,
أدرك منها انه: «قبل دقائق كان كل شيء في هذا الكون ضدي تماماًء وكانت الامور كلها في
غزة وفي الاردن» تعمل في غير صالحي. وكنت اقف هناء هنا بالضبط؛ في رقعة محاطة
بالخسائر من كل جانب. فتعال اقول لك شيئاً مهماً: : ليس لدي ما اخسره الآن. ولذلك فقد
فاتت عليك فرصة ان تجعلني ربحاً»*). عندما طرح حامد بعيداً حساب الخسائر,
سيطر على خصمه. وفي الوقت نفسه: وعبر تداخل الزمن وتشابكه, تخطى مريم خطوتها
الادلى في المسار ذاته. كي تتخلص من ماضيها الذي يحاصرها في شخص زكرياء الذي
يلح عليهاللتخلص من الجنين» ؛ والا طلقها. وهنا تلعب الساعة المعلقة على الحائط كرمز
للماضي ,لذي يحاصرها دورها في توتير اعصاب مريمء بدقاتها المتعاقبة؛ فتدفعها نحو
الخطوق! | أولى الفعل, فتطعن زكريا بسكين المطبخ الحادة في عانته, معلنة بذلك دخولها
مع حامية في الوقت ذاتهء دائرة الفعل. وقد كان لابد من اتخاذ هذا الموقف لان الامور
كافة ' لم تعد تحتمل التأجيل والتسويف. وهكذ! فإن الرواية تريد ان تقول: «انه عند
المواجهة يتحول حساب الخسائر بالنسبة للفلسطينيين الى حساب ارياح... يصبح الزمن
رفيق الفدائي بعد ان كان خصم اللاجي.0.
والفعل هناء وان كان مايزال على مستوى فردي, فقد كان خطوة طليعية لطرح
حصار الماضي وحساب الخسائر, للحلول في البحر الجماهيري. لماذ! بقي القعل عند حامد
في هذه الحدود؛ للماذا لميتقدم بفعله خطوات الخرى في المسار نفسه؟. ان الواقع
آنذاك لميكن بامكانه ان يقدم أكثر من-هذه المستويات البطولية, لذلك. فإنه: «من
الخطاء فنياً على الاقل كما يقول غسان أن يفعل حامد اكثر مما فعل»(").
ب البطل المقاوم في الماضي: اذا كان الصدقء الفني والموضوعيء قاد غسان الى
الوقوف بفعل حامد عند الحدود السابقة؛ فقد قادته المعرفة التاريخية الى تعزين هذا
الفعل المقاوم, عن طريق الارتداد الى الماضي؛ ليقدم من خلاله لحامد ولجميع الذين
يتطلعؤن وينتظرون, حافزاً. من ماضيهم التاريخي القريبء يعزن لديهم الايمان بهذه
البداية. العملية للفعل المقاوم, كي يعرقوا ان هذا الفعل طالما مارسوه؛ وقدموا من
خلاله التضحيات الجسام؛ وهم أذ يعودون اليه الآن: انما يحققون الانسجام الذاتي مع
الواقع التاريخي الذي كانء ثم انقطع لفترة, بسبب عوامل طارئة. هذا الحافز الذي
يتجسد فنيأًء من خلال «منصور» و«والده», في القسم الأول من (عن الرجال والبنادق)
4, انما يوضح سبب ارتداد غسان الى الماضيء في مسيرته الروائية, انطلاقاً من
الرأي القائل: ان غسان يكتب روائياً حركة المجتمع الفلسطيني.
وفي قصته «عن الرجال والبنادق» نرى البطل المقاوم, القادم من الماضيء مغرم
غ14 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 119
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22446 (3 views)