شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 19)
- المحتوى
-
سياق الحربء وجرى تجسيدها بعد الحرب ويناء على نتائجها. ولكن المراكز الامبريالية
اعتمدت هذه المرة استراتيجية للتنفيذ مختلفة, انعكست في منح الكيانات السياسية في
المنطقة استقلالاً شكلياً. مع الدأب في العمل على إبقائها تابعة فعلاً لتلك المراكز. وكذلك,
فقد سعت تلك المراكز إلى الحفاظ على واقع التفتت في العالم العربيء وبالتالي استمرار
ضعفه وتخلفه, عبر تجميع هذه الدول العربية, الحديثة الصنع والاستقلال؛ في جامعة
الدول العربية. وفي إطار هذه الاستراتيجية, قامت اسرائيل وجاء الاعتراف بهاء لتشكل
تهديداً مباشراً لذلك الاستقلال المهزوز الذي خُلِعَ على أقطار المنطقة.
واليوم, وبعد حرب تشرين الأول (اكتوبر) وما تلاها من مسارات سياسية؛ كان
أبرزها المفاوضات على ما أسمي «التسوية السلمية». والتي قادت إلى كامب ديفيد وصودٌ
إلى «المعاهدة المصرية الاسرائيلية»» يعود المركز الامبريالي الأولء واشنطنء ليطرح
مشروعه الكبير الرامي إلى إنشاء تشكيل سياسي عسكري في المنطقة, يكون برعاية
الولايات المتحدة وقيادتها, وينضوي فيه عدد من الدول العربية الموالية للغرب. كما
تنخرط فيه اسرائيل كجزء عضوي من الشرق الأوسطء له شرعية الوجود والبقاء والعمل.
وهكذاء وفي مسار المفاوضات: خروجاً من الامم المتحدة ومجلس الأمن» ومروراً ب «مؤتمر
جنيف», الذي لم يعمر طويلاً: وبالتالي لم يحقق شيتاء وصود إلى «ميادرة السادات»
وانتهاءً بالمعاهدة المصرية الاسرائيلية» انقلبت «التسوية السلمية», على أرضية قراري
مجلس الأمن رقم 847" و578: إلى حلف عدواني في إطار المشروع الاميركي الجديد إزاء
المنطقة والعالم, الذي عرف ب م«مبدأ كارتر», والذي تبنته إدارة ريغان» على أن يتم
تجسيده بوتيرة متسارعة. وعليه, فإنه إذا جازت هذه «التسوية». على أرضية المشروع
الاميركي العام للمنطقة. فإنما يعني ذلك تثبيت المرحلة الثالثة من بناء المشروع
الصهيوني الخاصء عبر ترسيخ وجوده والاعتراف بشرعية قيامه وبقائه كما هو.
من هذا العرض السريعء ودون الدخول في التفاصيل المعروفة» يبدو واضحاً أن
المشروع الصهيوني قد طرح على هامش المشاريع الامبريالية الكبرى إزاء المنطقة, وراح
الشركاء فيه يبنونه بشكل استيطاني تراكميء انطلاقاً من نقطة الصفر في العلاقة بين
المستوطنين والأرض المعنية فلسطين, وفي إطار استراتيجية تنفيذ المخططات الامبريالية
الشاملة. فيعد أن ضمنت الحركة الصهيونية مشاركة هذا المركز الامبرياليء أو ذاك, في
مشروعهاء انحصر نشاطها داخل ذلك المركز في صياغة استراتيجية تنفيذ مشروعه العام,
بحيث تضع المصالح الصهيونية المرحلية في قلب تلك الاستراتيجية. وهذا النشاط هو
الذي يسمى عادة «اللوبي الصهيوني». هكذا حصل في لندن قبيل الحرب العلمية الأولى
وأثناءهاء واستطراداًء ترة طويلة إبان الانتداب البريطاني في فلسطين. . ثم انتقل مركز
النشاط الصهيوني خلال الحرب العالمية الثانية إلى الولايات المتحدة, بقرار اتخذ في
«مؤتمر بلتمور», عام 1547ء ولا يزال يقبع هناك إلى يومنا هذاء حيث طور شبكة
علاقاته. كذلك نهجه وأساليب عمله, فأصبحت الولايات المتحدة تشكل «البلد الأم» للكيان
الصهيوني الاستيطاني.
ونظراً لطبيعة هذه العلاقة بين المشروع الصهيوني الابن وهذا المشروع الامبريالي
18 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)