شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 22)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 22)
- المحتوى
-
وكان الرهان على «التوازن الاميركي» خاسراً؛ إذ أن واشنطن لم توازن بين
«أصدقائها» العرب واسرائيل؛: بل على العكس من ذلكء فقد انحازت أكثر إلى اسرائيل»
بفكل تصاعد قوة حلفاء هذه الأخيرة على الساحة الأميركية. ففي النصف الثاني من
ولاية كارترء جنح ميزان القوى في واشنطن لصالح المجمع الصناعي الحربي وممثليه في
المئؤسسة الأميركية الحاكمة؛ مما انعكس في غلبة البنتاغون على وزارة الخارجية في تحديد
معالم السياسة الاميركية. حيث عادت «العسكرتارية الاميركية» والتقطت أنفاسها بعد
هزيمتها في فيتنام وطغت على المؤسسة الحاكمة في واشنطن. وكان من نتائج هذا الصعود
في قوة «العسكرتارية» الاميركية وامتداداتها نجاح ريغان في الانتخابات الأخيرة هناك,
وبالتالي وصول حلفاء اسرائيل الحقيقيين إلى السلطة في واشنطن. وقد التقط السادات
هذا التطور على الساحة الاميركية. فسارع إلى فك الارتباط بالتضامن العربي والخروج
:من مظلة النفط السعودية فالقفز إلى عربة «العسكرتارية» الاميركية. وهكذا أصبح
السادات في الخندق نفسه مع اسرائيل وتماص في سياسة الأحلاف العسكرية في المنطقة.
ولقد لعب سقوط نظام الشاه في ايران دوراً مركزياً في وضع السياسة الأميركية على هذه
«السكة» وارتباط السادات بعجلتها. وتجدر الاشارة هناء إلى ان إنجاز الصفقة بين نظام
السادات واسرائيل قد تمٌّ على يد وزير الحرب الأميركي آنذاك؛ هارولد براون» وليس
بفعل «وساطة» وزير الخارجية. سايروس فانس.
غير أن عبور السادات إلى خندق اسرائيل لم يكن يعني أن هذه تقبل ٠١ شريكاً
متكافئاً. وعلى قدم المساواة. معها في التشكيل السياسي العسكري الجديد الذي أرادت
واشنطن إنشاءه في المنطقة تجسيداً ل «مبدأ كارتر». وقد زاد الطين على السادات بلة أن
عبوره هذا وقع في مرحلة كان الجناح التنقيحي, بزعامة مناحيم بيغن» يقود العمل
الصهيوني ويتولى السلطة في اسرائيل. ففوق الاعتراف بشرعية قيام اسرائيل والقبول
بخصوصية علاقتها بالولايات المتحدة, وبالتالي الركون إلى موقعها المتميز في التشكيل
السياسي - العسكري الجديد. كانت حكومة بيغن تريد كف يد السادات عن التدخل في
مسألة تقرير مستقبل المناطق الفلسطينية المحتلة عام 147+17, والسكوت على ممارسات
سلطات الاحتلال الصهيوني الهادفة إلى ضم تلك المناطق عبر مشروع بيغن للادارة
الذاتية. أي أن بيغن أراد «كلاهما وتمرة». وكان له ما أراد بسبب تكالب السادات على
الانخراط في سياسة الأحلاف الاميركية في المنطقة. وهذا مايفسر مسار المفاوضات,
صعوداً وهبوطاً. بين نظام السادات وحكومة بيغنء وبرعاية الولايات المتحدةء منذ اتفاقية
سيناء الثانية» وخاصة في الفترة مابين «مبادرة السادات» إلى زيارة القدس وتوقيع
«المعاهدة المصرية الاسرائيلية». واليوم وقد جاء دور السعودية؛ تعمل حكومة بيغن على
تقزيمها أسوة بما فعلت بالسادات. وليست مبادرة ولي العهد السعوديء فهد, من جهة,
واعلان «التعاون الاستراتيجي» بين اسرائيل والولايات المتحدة, من جهة أخرىء إلا
بشائر الموسم الأولى.
بين اسرائيل واميركا شراكة غير متكافئة
لقد كان طبيعياً أن تبحث الحركة الصهيونية عن شريك لهاء يعينها على تنفيذ
5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)