شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 27)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 27)
المحتوى
الدولة. وكان لابد أن ينعكس ذلك على العقيدة الأمنية التي تحكم تصرف القيادة
الصهيونية في عملها لتثبيت الكيان واستكمال بنائه؛ حيث أصبح ضمان موقع متميز لتلك
الآلة في الاستراتيجية الاميركية العامة إزاء المنطقة. وهى ما يعبر عنه بخصوصية العلاقة
بين اسرائيل والولايات المتحدة. يشكل الركن الأساسي فيما تسميه القيادة الصهيونية .
«أمن اسرائيل القومى». من هنا تهافت تلك القيادة على الانخراط في الأحلاف الامبريالية»
وتفانيها في إثبات نجاعة قدرتها العسكرية, وتلهفها على ضمان موقع متميز لها في المحاور
السياسية ‏ العسكرية التي يتم تشكيلها في المنطقة؛ وبالتالي حساسيتها العالية لإمكان
دخول أي طرف محلي في تنافس معها على ذلك الموقع.
إن وعي مفهوم القيادة الصهيونية لأمن كيانها هو المفتاح لإدراك مايكمن وراء
تصرف اسرائيل في مفاوضات التسوية؛ بدءاً بموقفها من «موّتمر جنيف»., وانتهاءاً
بسلوكها في المداولات مع النظام المصري حول «الادارة الذاتية» في المناطق المحتلة
7. فمنذن البداية. كان واضحاً أن اسرائيل: بواقعها الراهن. خاصة بعد حرب
تشرين الأول (اكتوير) وعلامة الاستفهام الكبرى التي وضعت على فاعلية الجيش
الاسرائيليء لم تكن ترغب في تسوية ولو مرحلية؛ على أرضية إنجازاتها في تلك الحربء كما
أنها لم تكن مهيّاة لتسوية نهائية» وبالتالي لاتخاذ القرار الحاسم بشأن 'حدودها
الجغرافية والبشرية والسياسية: في هذه المرحلة من تطورهاء كمشروع استيطاني قيد
الانشاء.. فالخلل القائم فيهاء على صعيد البنية التحتية, المتمثل في عدم التوازن بين
الجغرافيا والديمغرافيا من مقومات بنائها ككيان سياسي, وكذلك الكوابح الأيديولوجية لدى
القيادة الاسرائيلية كونها لم تجسد منطلقاتها الصهيونية على أرذى الواقع, وتقديرها
باستحالة إمكان تحقيقها في المستقبل المنظور, ناهيك عن العقبات السياسية الأخرى: ذلك
كله كان حائلاً دون إمكان أن تنجز اسرائيل تسوية؛ ولو في إطار المشاريع التي كانت
مطروحة في حينه. إٍّ إذا أرغمت على ذلك. وعندها لن تكون التسوية سلمية. وقبول
اسرائيل بتسوية على قاعدة أي من تلك المشاريعء؛ بما فيها الاسرائيلية ذاتهاء كان
سيضع اسرائيل أمام الخيار الصعب بين مبدأين أساسيين في العمل الصهيوني هما
تكامل الأرض ووحدانية الشعبء. حيث لامكان للجمع بينهما في ظل الوضع الراهن في
اسرائيل. فإما أن تنسحب من الأراضي المحتلة عام 1471ء فتكون قد تنازلت عن مبدأ
تكامل الأرض لصالح الحفاظ على وحدانية الشعبء وإا أن تضم تلك المناطقء فتكون
قد فعلت العكسء. وكلاهما مرء ناهيك عن غياب إجماع صهيوني حول أي من هذين .
لمبدأين. بل على العكسء فجمهور المستوطنين في اسرائيل يتقسم حولهما إلى نصفين
تقريب. مما يجعل الحسم الطوعي في أي من الاتجاهين شبه مستحيل. ولذلك خرج بيغن
بمشروعه للادارة الذاتية» الذي يرمي إلى بسط السيادة الاسرائيلية على الأرض؛ دون
ضم السكان إلى المواطنية في الدولة اليهودية, أي مسخ وجودهم إلى منزلة اللاجئين على
أرضهم, وتسويته بأوضاع بقية الشعب الفلسطيني في شتاته. أي أنها «تلجىء» ذلك
الجزء من الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال الاسرائيليء كخطوة أخرى على طريق
ضرب تماسكه ووحدته. وبالتالي تغييبه السياسي. وصولا إلى تذويبه المادي. وكذلك فإن
بو_
تاريخ
نوفمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22323 (3 views)