شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 63)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 63)
المحتوى
الاجتماعية, وطراز تقاليدهم وعاداتهم. وأوضاعهم السكنية. وكيفية تقسيم العمل في
المجتمع. وهل نحن بحاجة إلى تأكيد أهمية العامل الايديولوجي في هذا المضمار؟!
تأسيساً. يهمنا أن نميز وتنرسم حداً فاصلاً بين ما «يعتقد» المهاجر أنه فعل2 وبين
ما«يفعله» حقاً. فالمهاجرون إلى بريطانيا وفرنساء على سبيل المثال, (كالهنود والجزائريين
وسواهم), سوف يعيشون في البلدان التي تستضفيهم إلى الأبد. هذا على صعيد الواقع,
أما على الصعيد الآخر فإنهم «يعتقدون» بأن إقامتهم هناك ليست سوى مرحلة عابرة
ومؤقتة! هذا الاعتقاد في ذاته له بالطبع مردوداته الكثيرة وتأثيراته على علاقات هؤلاء
عن التنظيم الاجتماعي للمهاجرين؛ فقد يتبين في النهاية أن لهذا التنظيم الاجتماعي صلة
مياشرة بايديولوجيتهم, ‎٠‏ فنسآل مثلاً: هل سييقى المهاجرون ف اليلد المضيف الى الآأبد
أم لا؟ ' ونسآلء كمثال آخر: هل يقيم المهاجرونٍ تنظيماً اجتماعياً و «شبكات» ممائلة لتلك
فهذه المسألة تتوقف على مدى ديمومة اليقاء ف المهجر.
وقد كشفت الدراسات التي قام بها «ماير» و«فيليبوت» وآخرون عن شبكات
اجتماعية تنشاً في لندن أو في جنوب أفريقياء وتصل امتداداتها إلى شتى أرجاء القارة
الأفريقية أن هناك حرصاً على رعاية الأواصر الاجتماعية بين أبناء التجمع العرقي الواحد
الذين شتتتهم الظروف أيدي سباً من موطنهم الأصلي. ففي ظل التمسك بهذه العلاقات
الاجتماعية, ب يمكن للمهاجر أن يجند أبناء عشيرته وأن يعبىء علاقاته الأخرى؛ في سبيل
تسهيل أمور ارتحاله؛ ومد الجسور مع أبناء مجتمعه الذين سبقوه إلى دنيا الاغتراب. ولقد
جرت دراسات مشابهة في أوساط المهاجرين العرب» من قبل «غوليك» و«سويت»
و «طنوس» وبسواهم.
مبتغانا من هذا العرض التمهيدي هو الالمام بالقواعد اللازمة لدرس قضية الدمج
والاستيعاب ليهود الشمال الأفريقي في دولة اسرائيل. ولتحقيق هذاء الامفر من التنقيب
بسرعة عن جذورهم التاريخية» والإطلال على حالتهم الراهنة, واستقراء مستقبلهم في
الدولة اليهودية.
القسم الأول: يهود العالم العربي. عودة سريعة إلى التاريخ
يعود يهود العالم العربيء في نسبهم, إلى مهاجرين من شتى أرجاء المعمورة, إلا
انهم مع ذلك من السكان الأصليين في هذه المنطقة. ولاجدال في أن الموجة الكبرى من
المهاجرين الذين حلوا في العالم العربي» تمثلت في الخروج اليهودي الجماعي من اسبانيا
غداة سقوط الحكم العربي في الأندلس. وكان هؤلاء هم «السفارديم» الذين كانت لهم
لغة عرفت باسم «لادينو». وحلّ في العالم العربي عدد لايستهان به من المهاجرين اليهود
من «القورانيين» الذي ارتحلوا عن إيطاليا في القرن السابع عشر. ولقد امتاز السفارديم,
1
تاريخ
نوفمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36098 (2 views)