شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 66)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 66)
- المحتوى
-
في هذه البلدان يعيشون في الأنحاء الجبلية وعلى تخوم الصحراء الكبرى. وكان اليهودء
مثلهم في ذلك مثل جيرانهم المسلمينء يشعرون بالاعتزاز لانتمائهم إلى المدن المغربية التي
أوتهم لدى هروبهم من اسبانيا غداة سقوط الحكم العربي("). وكان يهود شمال أفريقيا
متنبهين بحدّة إلى تنوع أصولهم ومنابتهم. وشهدت مراكش وتونس حالة من التوتر
والنزاع بين اليهود الأصليين و«اليهود الاسبان». وتعزز هذا التباين العرقي ببعض
المكرّنات الأخرى من إقليمية ومحلية. كما خلف الاستعمار الفرنسي آثاراً بارزة على يهود
أفريقيا الشمالية. فلقد استمر الحكم الفرنسي ١57 سنة في الجزائر. و70 سنة في تونس,
و؛ سنة في مراكش. وتمدد النفوذ الفرنسي بصورة بطيئة. وإنما مطردة, حتى بلغ
المناطق الداخلية. وبناء عليه ينبغي التمييز بين ثلاثة مستويات من التأثير الفرنسي في
شمال أفريقيا: الشريط الساحلي الذي تعرض لتأثير عميق, والمناطق الداخلية التي
حافظت على تراثهاء وأخيراً المناطق الجبلية وشبه الصحراوية التي نجت من التأثيرات
الفرنسية. ١
وهنا لا بد من القول إن الجماعات الثلاث التي كانت تعيش في شمال أفريقياء أي
العرب والبربر واليهود2ء لم تكن استجابتها للوجود الفرنسي متجانسة. فاليهود وحدهم
انفردوا بالنظر إلى هذا الوجود الاستعماري الفرنسي بعين الرضى وكأنه المنقذ. وأدى هذا
الموقف المتفرد من الادارة الاستعمارية إلى تخريب العلاقات الودية العريقة التى كانت
قائمة بين اليهود وغير اليهود(؛). ١
لا جدال في أن يهود الجزائر كانوا الأعمق تأثراً بالوجود الفرنسيء بين الجماعات
اليهودية في بلدان المغرب كافة. وفي مرسوم خاص صدر عام ١481٠١ منحت فرنسا جميع
يهود الجزائر الجنسية الفرنسية. أضف إلى ذلك أن الوجود الفرنسي الطويل ساهم في
إكساب اليهود الجزائريين قيم. القرب ومفاهيمه. ومن هذا أن غالبية الأطفال اليهود تلقت
تعليمها في المدارس العلمانية الفرنسية, وكانت نسبة الطلبة الجامعيين من اليهود أعلى
بكثير من نسبة أقرانهم من المسلمين. ولقد ارتبط هيكل المجتمع اليهودي الجزائري كله
ارتباطاً عميقاً بالمجتمع اليهودي الفرنسي. وفي أعقاب حملة الاضطهاد التي تعرض لها
يهود فرنسا على يد هتلرء هاجر يهود الجزائر إلى هناك ليملأوا الفراغ ويسدوا الفجوات.
ويتبين بجلاء: أن يهود الجزائر غدوا منذئذ الأشد تفرنساً والأكثر التصاقاً بالغرب بين
يهود الشمال الأفريقي قاطبة, إلى درجة أن غالبيتهم اختارت فرنسا عندما جرى توقيع
اتفاقية ايفيان في العام 079715©).
وتقاليدهم الأصلية لتحل مكانها مجموعة القيم , والقاهيم الغربية. وبلغة الأرقام نذكر أنه
بينهم كع يحملون الجنسية الفرنسية, و4 ٠ التابعية الايطالية, فيما تحول /1+
يهودياً تونسياً لصبحوا من رعايا بريطانيا(').
لكن التأثير الغربي على اليهود المراكشيين كان ذا طبيعة مختلفة عنه في الجزائر
11 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39444 (2 views)