شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 69)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 69)
- المحتوى
-
اعتبارات غير سياسية في الغالب. وتبين من سلسلة مقابلات مع يهود قادمين من بلدان
المغرب العربيء أن اليهود المراكشيين طرحوا أقل من سواهم بكثير الأسياب الايديولوجية
والسياسية. وتراوحت ردود اليهود المراكشيين على استبيان بشأن دوافع ارتحالهم الى
اسرائيلء بين قائل ان السبب هوى الخشية من عواقب الزواج المختلط بين اليهود
والمسلمين» وقائل ان السبب هو ما اعتقدوه من ان اسرائيل هي أرض اللبن والعسل,
وقائل ان السبب هو هجرة «الآخرين» إليهاء وقائل ان الدافع كان الرغبة في لم الشمل
والالتحاق بالأقارب» ويين قائل ان مصير الدول العربية المولودة حديثاً غير مطمئن» وقائل
ان الدوافع دينية...الخ. وتبين كذلك أن اليهود القادمين من تونس والجزائر أعادوا
أسباب هجرتهم إلى اعتبارات الايديولوجية الصهيونية» وكانت نسبة هؤلاء 50,5 /, في
حين أن 751.7 فقط من اليهود المراكشيين طرحوا أسباباً ايديولوجية١©2).
يتبين من هذا كله أن اليهود الشرقيين قد أضاعوا في اسرائيل مواقعهم
الاقتصادية والاجتماعية, كما خسروا وطنهم وممتلكاتهم وفولكلورهم ولغتهم ومجمل
موروثهم الثقائي؛ وأن هجرتهم إلى اسرائيل عنت إقحامهم في حالة فريدة من الخواء
الاجتماعي. لقد ضيّعوا مقومات كيانهم دون أن تتوافر لهم أية بوادر على تعويضهم
بكينونة حقيقية بديلة. وغداة وصولهم إلى اسرائيل؛ جرى حشوهم بأشد أشكال القومية
الأوروبية ضراوةء وبأكثر أنماط الحياة الأميركية تفاهة!(35١). وكان عليهم تقديم تضحيات
إضافية: فلكي يتلاءموا مع وضعهم الجديد في اسرائيل لابد من أن يتبنوا القيم
الحضارية للأشكنازي. ومن أجل أن يصبحوا اسرائيليين «حقيقيين» يتوجب عليهم التنكر
لماضيهم والتبرقٌ من هويتهم. فهذا الانفصام عن «التراث الشرقي» هو سياسة حكومية
منظمة. فالنخبة الاسرائيلية على قناعة كاملة بتفوق المفاهيم الغربية ويضرورة التخلص
من أية ارتباطات أو وشائّج تمتد تمتد إلى الموروث التقليدي57©. ولعل التعبير عن هذه الفكرة
جاء في غاية الجلاء على لسان أبا إيبن الذي قال: «بالنسبة لاعتبار مهاجرينا من البلدان
الشرقية جسراً يصلنا بالعالم الناطق بالعربية» فغايتنا هي أن نغرس فيهم الروح الغربية,
وليس السماح لأنفسنا يأن ننجر إلى استشراقية مصطنعة»(9")., وعتدما تعرض
بن-غوريون لضغوط تحثه على ضم بعض اليهود السفارديم إلى مجلس وزرائهء قال:
«لن تصبح دولة اسرائيل دولة شرقية»(65١),.
إن عملية استيعاب جميع اليهود الشرقيين في اسرائيل, واليهود المراكشيين
بخاصة؛ هي عملية مضنية وطويلة؛ ذلك أن الهيكل العام للدولة اليهودية هو مجرد تطوير
لأورويا القرن التاسع عشرء وليس الشرق بالتأكيد. وحين يصل المهاجرون إلى اسرائيل
يزج بهم في «مدن التطوير» التي أنشئت خصيصاً لمهمات استيعاب المهاجرين الجدد.
وتتصف هذه المدن عموماً ببنية تحتية متخلفة, ٠ ففي أفضل الأحوال تتوافر فيها صناعة
واحدة لتأمين العمالة للمهاجرين الجدد. لكن الأعمال التي تؤمنها هذه المدن لليهود
العرب سواء منها اليدوية أم الصناعيةء لا تأتلف مع المهن والمهارات التي نشأوا عليها في
بلادهم الأصلية كحرفيين أو باعة أو تجار(؟"١) . ولا تتوافر لديهم أية فرصة لنيل التأهيل
38 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39439 (2 views)