شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 75)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 75)
- المحتوى
-
الأوروبية من موقع الندّ. وقد تبلورت هذه الاعدادات, في اتفاق سايكس بيكو('), الذي
قسم بلاد الشام وما بين النهرين» على الاحتلالين البريطاني والفرنسيء» وفي وعد بلفور("),
الذي عبر عن التزام بريطانيا بدعم المطامع الصهيونيةء في فلسطين.
وهكذا تحول الجيش البريطاني, الذي دخل البلاد العربية «محرراً». تحت الرايات
الشريقية؛ إلى جيش احتلالء ومثله فعل الجيش الفرنسي الذي جاءء إلى سوريا ولبنان,
ليحمي حصة فرنسا من الغنيمة.
وكان الأثر المباشر لهذا التحول؛ أن تجزأت الحركة العربية الواحدة تجزيئاً موازياً
لافتراق مصائر بلدانهاء إلى حركات وطنية تقاتل؛ في كل بلد على حدةء وان ظل فرقاؤها
يحملؤن» لوقت طويلء أحلامهم المهيضة؛ ويتأثرون بها.
ولم تشذ فلسطين عن القاعدةء بطبيعة الحالء: وقد وجد وطنيوها أنفسهمء مع نهاية
الحرب العالمية الأولىء في مواجهة خطرينء» تكشفا لهم بحجمهما الكبير» في وقت واحد:
الاحتلال البريطاني والغزى الصهيوني الذي نشط في ظل هذا الاحتلال.
وفد الحركة الصهيونية في فلسطين
ولا شك في أن قلة قليلة من قادة الصف الأول العربء أو من نخبة المتعلمين الذين
.يقرأون بلغات أجنبية» اطلعت. بصورة أى بأخرى, على وجود الحركة الصهيونيةء وأهدافها
قبل الحرب. ومن هؤلاء من عرف شيئاً: ٠ عن اتصالات الحركة الصهيونية بالدول
الامبريالية» وارتباطاتها بها. إلا أن قادة وممثلي الرأي العام العربي» ومنه الفلسطيني,
أحيطوا علماً بنوايا الصهيونية, كما كانت تعلنهاء في عام ١514 فقط؛ وذلك حين قررت
سلطات الاحتلال البريطاني أن الوقت قد حانء لاطلاعهم عليها.
ورأت الحركة الصهيونية أن تجسٌ النبض الفلسطيني بشأن أهدافها. فحضرت إلى
فلسطين؛ في نيسان (ابريل) 1514 بعثة صهيونية ضمت د. حاييم وايزمن» رئيس المجلس
الصهيوني في بريطانياء وعدداً آخر من القادة الصهيونيين. فكان أن هيأت سلطات
الاحتلال البريطانيء للبعثة» لقاءات, مع أعداد مختارة من ممثلي الرأي العام الفلسطيني,
حتى تطرحء خلالهاء الأفكار الصهيونية في أقل صورها بشاعة؛ وتدعو إلى تعاون العرب واليهود من
أجل النهوض بفلسطين بمعونة بريطانيا0). وخلال هذه الزيارة, أقام الحاكم العسكري
البريطاني بمدينة القدس مأدبة» على شرف البعثة الصهيونيةء دعا إليها عدداً من القادة
والوجهاء الفلسطينيين» ومن بينهم كامل الحسينيء مفتي القدس آنذاك. وتحدث د.
وايزمن أمامهم, لأول مرةء عن العمل لإنشاء الوطن القومي اليهوديء في فلسطين. مما
حمل المفتي على الانسحابء من المأدية. مظهراً. باحتجاجه هذاء أنه فوجىء بطبيعة الوفد
ومهمنه.
وف السنة ذاتها اتصل د. وايزمن بالأمير (الملك فيما بعد) فيصل بن الحسين,
وأجرى , معه ٠ محادثات مستفيضة حاولٍ ا لخلالها أن يزيّن له فوائد الوجود اليهودي
76 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39444 (2 views)