شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 77)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 77)
- المحتوى
-
مملكة الوحدة العربية» فإن المطامع الصهيونية التي تسربت عنها الأنباء. لم تظلء بغير
تأثير على عرب فلسطين. لوقت طويل. وإذا كان من الصحيح أن الوعي الفلسطينيء لدرجة
الخطرء لم يصل إلى إدراك حجمه الفعليء فإن قادة الحركة العربية في سورياء
والفلسطينيون جزء منهمء لمسواء على نحو أوليء أثر هذا الخطر على مطلبهم الرئيسي.
آنذاك, وهى وحدة البلاد المشرقية أوء على الأقل. وحدة البلاد السورية. وهكذا نصت
مقررات المؤتمر السوري الأول الذي انعقد في دمشق في حزيران (يونيو) 1514, على
التمسك بوحدة البلاد السوريةء بحدودبها الطبيعية, ويضمنها فلسطين, كما نصت على
رفض «مزاعم الصهيونيين في جعل فلسطين وطناً قومياً لليهود أو محل هجرة لهم»().
وخطا المؤتمر السوري الذي انعقد في دمشقء في شباط (فبراير) ,١57٠ خطوة
أخرى, بتفسير سبب هذا الرفض العربيء للهجرة اليهودية: وذلك «لخطرها على كيانهم
السياسي». كذلك أعلن المؤتمر عزمه على عدم الاعتراف, بأية حكومة وطنية في فلسطين,
قبل أن تعترف الحكومة المحلية بمطلبي الفلسطينيين اللذين قدموهما للجنة الأميركية,
وهما عدم فصل فلسطين عن سورياء ومنع الهجرة اليهودية»(6.
التواطؤ البريطاني الصهيوني
أما صلة الخطر الصهيوني بسياسة بريطانيا الحليفة فإن الفلسطينيين أحيطوا
علماً بها رسميا في نيسان (ابريل) .17١ وقد تولى الجنرال بولزء مدير إدارة بلاد العدو المحتلة
في القدسء إعلام الأعيان ورؤساء الطوائف الفلسطينية» بأن مجلس الحلفاء «قرر انتداب
دولة على فلسطينء وأن يدمج وعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود في معاهدة الصلح مع
تركيا»» وزادهم علماً بأن هذا الانتداب «عُرض على بريطانيا فقبلته». ثم تلا الجنرال
البريطاني» على مسامع ممثلي الرأي العام الفلسطيني, نص وعد بلفورء وحثهم على
إنهاء الخلافات السياسية والاضطرابات. مؤكدأ أن «على جميع الفلسطينيين الحقيقيين
أن يتباروا في خدمة فلسطين وخير الأجيال المقبلة»7''). هذا الاعلان: الذي عزز معلومات
توافرت قبله. وضع الوطنيين الفلسطينيين. وجهًا لوجه. أمام الخطر الذي لم يعد من
الممكن الحديث عنه بصيغة: «تناهى إلى مسامعنا». وقد جاء الاعلان في وقت كانت فيه
المعلومات التي سبقته. وحدهاء كافية لجعل «الشعور ضد الصهيونية؛ في فلسطين
وسورياء بالغاً أشده وليس من السهل الاستخفاف به», كما وصفه تقرير لجنة التحقيق
الأميركية التي زارت فلسطينء بتكليف من الرئيس ولسن في منتصف .)١01915 وكان
هذا الاعلان كافياً. حتى لو لم تتوافر معلومات أخرى, لتأكيد الاقتران بين الخطر
الصهيوني وسياسة بريطانيا؛ ومع ذلك ظل رد فعل الوطنيين الفلسطينيين ضد بريطانياء
أقل حدة بكثير من رفضهم للصهيونية؛ في حين بقيت المفاهيم العربية حول الصهيونية
قاصرة عن إدراك طبيعتها.
لقد استند الرفض العربي للصهيونية, منذ البداية, بما هي خطر قادم, إلى
إحساس عفوي بهذا الخطرء ولم يرتقء في ذلك الوقت المبكر من بداية الغزى الصهيوني
المؤيد من بريطانياء إلى إدراك أبعاده القادمة وطبيعة الصلة بين الصهيونية والامبريالية
8 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22393 (3 views)