شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 80)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 80)
- المحتوى
-
البريطاني للصهيونية: نابع من مواقف هذه الحكومة أو تلك وهذا الوزير أى ذاكء في
الحكومات البريطانية المتعاقبة. وقد ظلت قيادة الحركة الوطنية أسيرة هذا الاعتقاد إلى
بداية الثلاثينات» ولم تكن مهيأة لأن تدرك, أن الحركة الصهيونية صعدت في ظل صعود.
الرأسمالية وانتقالها إلى طورها الامبرياليء وأنها بذلك ارتبطت» بها ويحكوماتهاء هذا
الارتباط العضوي الذي لاينفصم؛ حتى أن تبني بريطانياء رسمياً. لمطلب إقامة الوطن
القومي اليهودي. ثم إصرارها على إدخال هذا المطلب في صك الانتداب الذي صادقت
عليه عصبة الأمم وإجراءات السلطات البريطانية» في فلسطين, لتطبيقه, لم يكن لها التأثير
المناسب في لفت نظر الحركة الوطنية الفلسطينية؛ إلى أن بريطانيا تمارس سياساتهاء منذ
البداية» بما يخدم مصالحها الامبريالية. وكذلك مصالح حلفائهاء وليست أسيرة سوء فهم
ناجم عن نقص المعلومات. أى عن قلة معرفتها بحجج الجانب العربي2. وأن ضوابط
إمعانهاء أو ترددها في تنفيذ تلك السياسة: كانت تحددهاء وستحددها فيما يلي من سنين»
تقديراتها لمصالحها بالذات.
لقد احتاج الأمر لعدة سنوات من الممارسات البريطانية» ومن خيبات الأمل العربية
في مواجهتهاء حتى قر في الأذهان أن تلك سياسة بريطانية معتمدة» وأن بريطانيا تقف في
صف الأعداء. وهذا الاستنتاج توصل إليه فرقاء الحركة الوطنية الفلسطينية تباعاً,
وبالتدريج. وكان أول من توصل إليه. من الفرقاء المؤثرين في قيادة الحركة الوطنية,
الجماعة التي التقت في حزب الاستقلال العربي7"') سنة 1977. وكثير من الفرقاء. لم
يصلوا إلى استنتاج بهذا الصددء إلا عشية اندلاع ثورة 1977., أو حتى بعد ذلك. ومنهم
من تخلى عنهء أو تهيبء على الأقل. من التصرف على أساسه. كما تجلى هذا في
استجابتهم لدعوة وقف إضراب عام 15*5., الذي استهل الثورة, ثم بعودتهم لقبول
التفاوض مع بريطانياء وإجراء الاتصالات التي انتهت بصدور الكتاب الأبيض40", عام
4؛ وهو كتاب رأى فيه كل أعضاء اللجنة العربية العلياء أساساً صالحاً للتعاون مع
بريطانياء مع أنه لم يكن يتضمن من المطالب العربية, إلا أقلهاء وأنه ضمن هيمنة
بريطانيا على فلسطين بعريها ويهودها. ومن أعضاء اللجنة العربية العلياء اعترضء على
الكتاب.ء شخص واحد هو رئيسهاء الحاج محمد أمين الحسينى(2"9). لأنه كان يراهن.
وقتهاء على نجاح دول المحورء بزعامة المانيا النازية. ضد الحلفاءء بزعامة بريطانيا.
ولآن قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية لم تتخذ موقفاً حاسماً ضد بريطانياء لافي
البداية ولا فيما تلامن سنواتء فقد ظلت تتوجه إلى الادارة البريطانية» في فلسطين» وإلى
الحكومات البريطانية المتعاقبة, كلما تراكيي لديها أسباب الشكوىء. من استفحال خطر
النشاط الصهيوني في البلاد. ولعدة سنوات, كان الأمل يراود الحركة الوطنية بإمكانية
حمل بريطانيا على التوقف عن تأييدها للمشروع الصهيوني. وكان هذا الأمل واحداً من
الأسباب» التي جعلت قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية, ترفض, حتى المقترحات
البريطانية لمشاريع الحكم,ء أو الادارة الذاتية التي يشترك فيها عرب ويهودء ثم لا تناقش
مطالبها المقابلة, إلا مع السلطات البريطانية نفسهاء أو مع وسطاء من حكام الدول
العربية المرشحين للعب دورء في اقناع بريطانيا. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22393 (3 views)