شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 91)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 91)
- المحتوى
-
مخاطر الوجود الصهيوني الملموس في فلسطين: تمثل في هيمنة الصهيونية على المشاريع
الصناعية الكبرى في البلاد. فقد أمكن لهم بالتعاون مع البريطانيين, أن يظفروا بمشاريع
ضخمة. من نوع استثمار مياه نهر الاردن وروافده للري ولتوليد الطاقة الكهربائية
اللازمة للبلاد بأسرهاء وقد حصل على اميتازه ممول صهيوتي عام 5 ؛“ كما أمكن لهم
استثمار البحر الميت أكبر مستودع من نوعه للبوتاس إذ يحتوي منه على ١٠٠٠٠١ بليون
طنء» وعلى عدد من المعادن الأخرى والاملاح قدرت قيمتها كلهاء بأسعار ذلك الوقت»
ب 71٠ مليار جنيه: وقد حصلت على امتيازه شركة صهيونية في عام 103
وقد رفض العرب في مذكرة الاحتجاج على المشروع, التي وجهها المجلس الاسلامي
الأعلى إلى مجلس اللوردات البريطاني(*). رفضوا عروضاً من الحكومة. بشراء ١؛ بالمئة
من أسهم المشروع الأول و١7 بالمئة من أسهم الثاني, لأن «منح امتيان البحر الميت,
لنوفومسكي أو لفريق صهيوني غيره؛ من شأنه أن يستعمل سلاحاً سياسياً ضد حقوق
العرب ومصلحتهم, ويزيد البغضاء الطائفية ويدعو للارتياب».
وبالرغم من وجود عرض شروط أفضل تقدم بهء للحصول على امتياز البحر الميت»
فريق من رجال الأعمال الأردنيين والفلسطينيين بالاتفاق مع ممول بريطاني فقد أعطت
الحكومة البريطانية هذا الامتياز لممولين صهاينة؛ واكتفت بعرض ٠؛ بالمئة من الأسهم
على الفريق الأول: وذلك حتى تتوافر للصهيونيين إمكانية الهيمنة على إدارة المشروع(5).
هذا المثل المتصل بمشروع ضخم., مثل مشروع البحر الميت», يشي بعجز الرأسمالية
الفلسطينية عن التصدي لمثل هذا المشروع حتى لو توفرت شروط سياسية؛ تجعل من
الممكن حصولها على امتيازه؛ بدليل اتفاق الفريق العربي مع مصدر تمويل بريطاني. أما
رفض قبول المساهمة فيه بنسبة ٠٠ بالمئة فإنه» وإن ظل يشي بهذا العجز, يعكس أيضاً
موقفاً عربياً عاماً.ء يرفض المساهمة, جنباً إلى جنب مع اليهود في أي مشروع يرتب لهم
حقوقاً. كثيرة أو قليلة, في فلسطين. وهى رفض اقترن مع ضعف الامكانيات الرأسمالية
الفلسطينية. فسمح للصهيونيين بالهيمنة الكاملة على المشاريع الكبرى.ء وتوسيع
وجودهم الاقتصادي فيها وتعزيزه.
وقد اقترح المجلس الاسلامي الأعلىء في مذكرة الاحتجاج التي أوردنا آنفاً مقطعاً
منهاء منح الامتياز «لشركات صناعية خالية من الأغراض السياسية» آخذاً بعين الاعتبار,
وجود شركات بريطانية محضة مستعدة للحصول عليه ولتمويل المشروع, موضحاًء بمثل
هذا الاقتراح2. عن قصور في فهم الرأسمالية الفلسطينية لأهمية سيطرتها هي على مشروع
كهذاء وهى قصور ناجم أساساً عن ضعف قدراتهاء ومبيناً أن الرفض الفلسطيني ينصب
بالدرجة الأولى والرئيسية, على منع اليهود من الهيمنة.
وقد سارت الصهيونية في الهيمنة على المشاريع الصناعية: وعلى الصناعة عموماً في
فلسطين, سيراً حثيثاًء في ظروف تنافس غير متكافئة. وفي هذا الميدان» بوجه خاصء كانت
غلبة الحركة الصهيونية قاهرة. حتى بلغت قيمة المنتوجات الصناعية اليهودية في فلسطين,
4١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22400 (3 views)