شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 122)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 122)
- المحتوى
-
التي توضح سمات الموقف الذي نشير إليه. نأخذ مثالاً على ذلك قصة: «المرأة الثانية»,
التي تحكي عن «ابن البستاني», الذي يتواصل مع ابنة «السيد» الذي يعمل والد «الابن»
لديه. يقترب «الابن» من «ابنة السيد» ويأخذ هداياه المتواضعة, ويمضي في الاقتراب
حتى يشف «الحديث» لديهء بل قد يقترب من الحلم ويصل إلى حدود الغبطة؛ وعندما
يفقد حلمه. فإن القانون الأخلاقي لاينكسرء لأن كسره يعود إلى اعتبارات عارضه. تنطلق
سميرة؛ في هذه القصةء من مدار المحبة ومن فضاء الانسان المجرّد المحكوم ابداً بجوهر
طيب» ٠ فيتّسع الجوهر حتى يلغي الفوارق الاجتماعية» ويمسح آثار التربية الاجتماعية؛ أو
يأخذ بما هو جزئي وعارض وينسى ماهو مكين وجوهري في العلاقات الاجتماعية. وقد
تغب الكانبة في مدادٍ النقاء حتى تقترب من اسوار الطفولة الطاهرة. فتعتمد الموقف
«الطفلي» من العالم وتتّخذ منه نموذجاً ومثالاً. كما هو الحال في قصة: «سعد والديك»؛
حيث تتجلّ رهافة الحس الأخلاقى الذي يتداخل فيه صوت الكاتبة مع صوت الطفل
النقيء فكأن الطفلء في رفضه «ذبح الديك», ليس إلا صدى لصوت الكاتبة المناهض لكل
اشكال العسف والظلم والعنف.
وكما نرىء فإن سميرة عزام تتبنى قضية الإنسان المطلقء ومن يبدأ بالمطلق ينتهي
إلى التجريدء ويضع الانسان في شروطه الاجتماعية جانباً. ولا يرى منه إلا «القلب الحار»
الذي ينزع إلى تحقيق الخير على الرغم من إغواءات الشر المستمرة. نستشهدء هناء
بقصتين, الأولى: «سأتعش” الليلة»: والثانية: «صبي الكواء». تحكي القصة الأولى حكاية
ولد عاجز ومعاق: يتمرد على عجزه. ويسعى إلى استعادة كرامته وتحقيقها. ومن اجل
ذلك. يبعث إمكاناته الراقدة فيهء ويزعزع عجزهء إلى ان يصل إلى تحقيق ذاته وتأمين
قوته: «وهكذا باع واشترىء واخذ واعطىء ولم يعاكسه الصبية والشارون بل ولم يحاولوا
ان ينكروا عليه الثمن72). تستعيد سميرة الموضوع ذاته في القصة الثانية؛ حيث نقف
من جديد امام صورة الانسان الباحث عن تأكيد هويته الانسانية. وفي بحثه يجد في
الآخرين عوناً له. و«صبي الكواء». يختلس ساعات من الليل كي يتعلّم مهنته. ويخلق
لذاته حياة جديدة؛ وعندما يتلف حاجات الآخرين فإن قلقه سرعان ما يتلاشى في يقينه
الأكيد بقدرة الآخرين على الغفران. يتضمّن هذا الموقف القصصي من الواقع سمتين:
تؤكّد الأولى على «خير الواقع». حتى نكاد نظن ان هذا العالم مساحة مستوية معمورة
بالنوايا الحسنة ترحّب بكل من يأتي إليهاء فما على الفرد إلا ان يوقظ إمكاناته. ويسعى,
حتى يجد في الآخرين موئلاً وسنداً. أما السمة الثانية. فكأنها تقول: إن قدر الانسان
ومصيره محكومان بقدراته الداخلية, بجوهره الذي يتفم في لحظة الإرادة. يدور هذا
الموقف. بشكل عامء في مدار الانسان المجرّد الذي تتحدّد حياته بالغاية القائمة في داخله.
والتي ”5 تتحقق عتدما تطلقها الارادة. لهذا يغيب مفهوم السيبية, او تغيب الحياة
الاجماعية 5 في تحديداتها المشخصة. ويحضر باستمرار المسار المستقيم للانسان. نذكّرء
هناء بقصة: «ليس بقصد الاحراج»», التي نقرأ فيها سلوك انسان يقترب من حدود
التسوّل من اجل الحصول على مذاق الحلوى: «هنا تدركنا الشفقة به فنمد إليه حبة
يضعها بين اسنانه». لكن هذا الرجل سرعان ما يبتعدء حين يشعر باقتراب «الإهانة»,
١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)