شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 124)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 124)
المحتوى
الكاتبة لاترى الشر إلا عارضاً. فمآل الانسان الأخير هو الخيرء ورجوعه إلى الخير هو
شرط لتحقيق إنسانيته: فالانسان كانسان لايحقق الامكانات الايجابية القائمة فيه إلا في
إطار الخير والاخلاق. من هناء نلمس معنى النهارات الايجابية والمتفائلة التي تحفل بها
قصص سميرة عزام. نهايات تبشيرية» تلخص مسار الانسان في عمله النهائي, في
استيقاظ بصيرته؛ التى قد تضل حيناً. وتبتعد عن الصراطه لكنها تعودء في النهاية» إلى
السبيل القويم (انظر: الشيخ مبروكء في المفكرة. امومة خيّرة, مات ابوه, هل يذكرهاء
العيد من النافذة الغربية...). تصل كل هذه القصص إلى نهاياتها المتفائلة» معلنة انتصار
الانسان: وانتصار قيم الحياة المطالبة بالفرح والسعادة والنجاح. نستطيع ان نرى, في
هذا الشكل من «النهايات», تمازجاً بين الفكر الاخلاقي والفكر الدينيء او بين النزعة
الانسانية والفكر الدينى؛ حيث يقف الانسان محققاً قدراته كفرد وكانسان. ثم يذهب في
عالم الغبطة والسعادة الذي يخلقه الايمان» اي ان الانسان يوازي» في مساره الخاص
به. مسار الرعاية الالهية التى تحفظه. وبسبب ذلك التوازيءفإن الانسان لايضل طريقه,
بل يذهب في دروب الكمال ليبرهن ان الانسان هو ظل الله على الارض.
في شكلها الميأودرامي: الذي يبتعد كلياً عما هى ممكن ومعاش» وينطلق بعيداً باحاً ء عن
معنى الانسان في عوالم الاخلاق المطلقة.
المدلودراما ودائرة الاخلاق
يعود نزوع بعض قصص سميرة عزام نحو الميلودراما إلى الايديولوجيا التي تنطلق
منها الكاتبة» ونعنى بذلك الايديولوجيا الاخلاقية, التى تترك آثارها على شكل القصة
ومضمونها. وعندما نقول ذلك, فإننا نذكّر ببساطة بالعلاقة القائمة بين شكل الكتابة وبين
المنطلق الايديولوجي الذي تتكىء عليه. ونحن نعلم ان النزعة الاخلاقية, تفضيء عندما
تُغرب في تجريدهاء إلى فصل كامل بين المجرّد والمشخّصء وإلى فراق كامل بين الممكن
والمرغوبء وفي هذا الفصلء تنأى التحديدات الاجتماعية. وتستوي الاخلاق كياناً مستقلاً
ومفارقاً للواقع. بل يصبح الواقع مجرّد ظل لحركة الأفكار المجرّدة. اي ان النزعة
الاخلاقية لاترجعء في محاكمتهاء إلى الواقع الاجتماعى بل إلى الاوامر الاخلاقية التي
تتعاطى مع انسان لاوجود له في الواقع. وما دام الامر كذلك؛ فإن الانسان الذي تدعو
اليه الاخلاق هو كامل بالضرورة أو قريب من الكمالء او لنقل إنه انسان لا يقبل به
الواقع الاجتماعي بسبب كماله؛ لأن هذا الكمال لاتسمح به حدود الواقع المعاش. لهذاء
فإن الاخلاق تدورء في تعاملها مع الانسانء بين طرفين, الطرف الاول هو الانسان المجرّدء
والطرف الثاني هو المرجع الخارجي المجرّد بدورهء وما بينهما يقوم الكمال وتنهض كل
القيم الايجابية2 التي تشير إلى ماهى مطلوبء2 وتفصح عن رادع خارجي يرسم صورة
الانسان كما ينبغي ان تكون. في العلاقة القائمة بين الكمال والمرجع الخارجي يستجلي
البعد الديني في النزعة الاخلاقية؛ وهذا البعدء في تحديده الاخلاقي. هو الذي يدفع
١
تاريخ
نوفمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10384 (4 views)