شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 125)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 125)
المحتوى
بالكتابة القصصية إلى شكلها الميلودرامي؛ حيث يجتمع الانسان وخطيئته الاصلية وبحثه
عن الغفران» «انسان ماء تختاره الارادة الالهية وتنزل عليه عقابهاء كى تسبر مدى صبره
وايمانه. وفي هذا العقاب» وبسببه, يتعرّف الانسان على حدوده, ويتعرّف على الصورة
التي هو ظل لهاء ويعرف ان خلاص الانسان وكماله يستلزمان الخضوع للشيئة «المرجع
الخارجي». لهذاء تغيب السببية الاجتماعية: بالمعنى الواضح للكلمة. من الشكل
الميلودرامي, لآن هذا الشكل يخضع إلى سببية مجرّدة تفرض تراكم الاسى كمدخل
ضروري إلى الخلاص. لانودّ ُ ان نشرح معنى الميلودراماء بل نود الإشارة إليها
اختزال كي نرى صورتها في بعض قصص سميرة عزام.
إذا اقترينا من قصص «كاتبتنا». ويحثنا عن الأسى والخلاص والانسان المجرّد:
نجد ما نيبحث عنه قائماً في عدة قصص, نختار منها: «ماماء الفيضانء, هواجسء من بعيد,
مات ابوه»؛ فالقصة الاولى تحكي عن زوجين موسرينء يمنعهما سبب وراثي عن انجاب
الاطفال» ويسبب حب الرجل لزوجته الحالمة بالأطفال فإنه يطلّقها ويذهب في بلاد الغربة,
حتى يصله خبر إنجابها فيرسل لها من منقفاه الطوعي رسالة مباركة. تمثّل هذه القصة
الشكل الميلودرامي في مستواه الأمثل: الرجل واسع الثراء لكن عطبه الوراثي (الخطيئة
الاصلية) يمنعه عن الإنجاب, والعطب هو بداية المأساة, اما تراكم المأساة فيتجل” في حب
الرجل لزوجته. وحب زوجته للأطفال» ثم تمتد المأساة فيطلّق الرجل زوجته التي يحبها
(الوازع الاخلاقي) ويسافر إلى بلاد الغربة. تتراكم المأساة حتى تفضي في النهاية إلى
الخلاص المحكوم بإزادة عليا: تنجب المرأة بعد زواجها الجديدء ويبدى الرجل سعيداً في
منفاه. وهو سعيد لسعادة زوجته السابقة. تظهر المأساة اللامعقولة شرطاً ضرورياً للعبور
إلى السعادة والرضاء او لنقل إن هذا العذاب كان الثمن الضروري الذي يمسح به
الانسان خطيئته الاصلية.
تقوم الميلودراما إذاًٌ على عناصر ثلاثة: المأساة ‏ البداية ذات السبب الغامض
الذي تمليه قوة خارجية؛ تراكم المأساة وتطوّرها وتطوّر الانسان فيها؛ لحظة الخلاص
الاخيرة كتتويج لذروة المأساة وإظهار العبرة منها. نعثر في قصة: «مات ابوه» على
العناصر نفسها المشار إليها؛ فهي تبدأ بالكلمات التالية: «نظر الى جدته بعينين قلقتين
وهي تلوك كلماتها مولولة منتحبة: مات ابوك يا ممدوح... مات ابوك» ثم تتنامى المأساة:
«لم يدرك بالضبط ما تعنيه جدته العجوز ‏ وجلس في العراء على حجر خشن ‏ واستدار
ناظراً إلى فراش ابيه. وذات عشية «ذهبت امه» إلى بيت الزوج الجديد فتعلّق بها باكياً.
وهكذا تتضاعف المواقف المأساوية حتى تعود الأم 0 إل ابنها بعد ان فقدت زوجها
وانجبت منه ولداً: «وعادت امه ذات يومء لتقول له: . ابن الرجل الآخر... الذي
ماتء واطرق ممدوح قليلاً ثم مشى إلى الباب وفتحه... 55 الصغير ميتسماً»(*). نرى:
من جديدء ان بداية القصة هي الموت ثم يعقبه اليتم والرحيل والشقاء إلى أن تعود الأم
إلى طفلهاء فكأن تحقق الأمومة؛ في قيمته الاخلاقية, لايستوي إلا بعد عثار مين يشرح
معنى العلاقة بين الأم وولدها.
تنبغي الإشارة إلى ان الشكل الميلودرامي لم يكن طاغياً إلا في قصص سميرة عزام
تدكا
تاريخ
نوفمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7247 (4 views)