شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 126)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 126)
- المحتوى
-
الاولى. وبخاصة: «اشياء صغيرة»: ثم مالبث ان تراجع دون ان ينسحب كلياًء لذلك فإننا
نلتقي به من جديد في مجموعة الكاتبة الاخيرة: «العيد من النافذة الغربية» في قصص
مثل: «فردة حذاء» و«الفيضان» و«هواجس». وربما ايضاً في قصة: «هل يذكرها». وتتسم
القصص الثلاث الاولى بشكل دائري من الأسى والشقاءء او بشقاء مغلق يبدأ ولا ينتهي,
ولا يوحي بالنهاية. ومع ان الكاتبة ترسم شخصياتها بتعاطف حميمء وتضيف إليه
تعاطف القارىء ايضاًء فانها لاتعباً كثيراً بتبيان السببية الاجتماعية» بل تكاد توحي لنا
ان مصائب الآخرين هي قدر وقضاءء وتحمل المصائب والشقاء هو قدر مكتوبء لذلك فإن
على المُعاني ان يقبل بما قُدّر له. وان ينتظر ثوابه الاكيد القادم في زمن غير معلوم تحدّده
الإرادة العليا. اكثر من ذلكء يكاد بعض هذه القصص ان يقول إن نقاء الانسان مرتبط
بشكل معين من العذابء وان الانسان العادي مرتبة معينة لاتبلغ مرتبتها العليا إلا عن
طريق توسّطات اخلاقية نسيجها الاخلاق والصبر والقبول بالمكتوب. وإلا فكيف نفسرٌ هذا
البؤس الدائري والكامل في قصة: «الفيضان» التي ترسم واقع «مومس» كسدت بضاعتها
ولا تستطيع الرجوع إلى المكان الذي وفدت منهء فتسترسل في البكاء في استسلام كامل
لايُرى له بداية او نهاية. وفي غياب البداية ونهايتها «القريبة», تتحرّك الكتابة في عالم
الميتافيزياء الذي يرفض التحديد ويقبل بكل ما هو مجرّد او «اثيري».
الموقف الأخلاقى والنزعة الانسانية
إذا كانت «قصة» سميرة عزام محكومة ابداً بوعي الخلاقيء فإن هذا الوعي
لإيحقّق حركته متسقاً. لأنه يخضع إلى تناقضه النسبي الخاصء وفي هذا «التناقض»,
قرأنا البعد الميلودرامي في تجريده الواهم, وفيه سنقرأ ايضاً اليعد الانساني الصريح.
وعندما نمايز بشكل نسبي بين الميلودراما والموقف الانسانيء فإن هذا لايعني ابداً ان
هذا الموقف قد تحلّل كلياً من الوعي الاخلاقيء وإنما يعني فقط ان هذا الوعي انتقل من
حيّز التجريد إلى مساحة الحياة الاجتماعية. يتعامل الموقف الاخلاقى الكامل مع المثل
والمعايير. وينطلق منها ليتعامل مع الانسان, اي انه لايبدأ من الواقع بل من الفكرة, ثم
يرفع راية التبشير محاولاً المساواة بين الانسان والفكرة؛ او محاولاً بشكل بريء إدخال
الانسان وممارساته في الفكرة المسبقة؛ وبذلك يظل الوعي الاخلاقي رهيناً لمقولاته الذهنية
التي لاترى ذاتها في ضوء الممارسة اليومية, وإنما في ضوء المْثّل الواهمة. اما الموقف
الانساني. فإنه يظل مخلصاً لحمولته الاخلاقية, لكنه ينتقلء مع ذلكء إلى دائرة الحياة
والتحديدء وفي مدار الحياة والتحديد يكتشف الظالم والمظلومء الغني والفقير والمصيب
والمخطىء. فيقترب من التحديدات الاجتماعية ويأخذ منها موقفاً: والموقف الاخلاقي في
ساحة الصراع الاجتماعية لابدٌ ان يأخذ جانب الاخلاق: وينتصر لقضية المستضعفين.
يقترب الوعي الاخلاقي, في ساحة الصراع الاجتماعية. من تخوم الوضوح او شبه
تيش بالمثل والمعايير الانسانية فحسب. يل كانت ملتزمة ايضاً بقضايا الانسان المضطيد
١1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)