شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 127)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 127)
المحتوى
ومدافعة عن قضايا المستضعفين والبسطاء. وهذا الموقف الملتزم هو الذي ندعوه بالموقف
الانساني, اما تجلّيات هذا الموقف فإنها تعلن عن ذاتها في اربعة عناصر نسبية:
الدفاع عن الحياة. ؟' ‏ الدفاع عن الانسان المضطهد. 7 وحدة الانسان والحياة
2 قيم الانسان الإيجابية.
والآنء ماذا نعني بالدفاع عن الحياة؟ الدفاع عن الحياة هي دعوة الانسان إلى
الإقبال على الحياة وممارسة إمكاناته وقدراته من اجل خلق ذاته الانسانية وإعادة خلق
الحياة بما يوائم حاجاته ونزوعاته واشواقه. وتتضمّن هذه الدعوة محارية لكل النزوعات
العدمية واليائسة والمنغلقة والتي تؤدّيء في سلبيتهاء إلى إهدار الطاقة الانسانية. تقدّم
قصة: «الشيخ مبروك» نموذج الكتابة المشرقة في تفاؤلهاء التي تحارب «الزهد» والسلبية,
وتناهض «إماتة الذات» في وهم الايمان المغلق» فالقصة تصف انساناً هامشياً زاهداً
يقترب» في زهدهء من البله والعطالة, ثم تنتقل بعد حين إلى وصف هذا الانسان في حالة
اخرى: الحالة التي دخل فيها إلى الحياة وغادر عالم التأمّل الكسيح, والمغادرة تحويل
وتغيير وإضافة: «وراحت لحية الشيخ مبروك تتناثر امامى على الارض سوداء كريش
الغراب. وشعرت وانا ازيل عنه لحيته بأنني امسح عنه الاسطورة.. اسطورة البركة,(©)
وكما تنتفي الحياة في قيود التأمّل العاجزء فإنها تنتفى ايضاً في مساحة السلبية
والانسحاب من الحياة. فالزهد حوار اصم مع «الأنا» والانسهاب من الحياة حديث ذاتي
متلعثم يلغي الفرد ويلغي دلالته في الحياة. وعن الحياة والدلالة وضرورة الحوارء كتبت
سميرة قصتها: «العيد من النافذة الغربية»؛ حيث تختلط الكلمات الحارة بنشيد الحياة
المستمرء وحيث يتزايل الماضي الكئيب أمام ماهو مائل ومتحرّك ومتغيرٌء والحياة في جوهرها
تغيير وانتقال من زمان إلى زمان: «لأول مرة لاتشرب أفراح العيد ولكنها تشعر بالمعنى
الذي يجسّده يتدفق عليها من نافذة غربية» ومن نظرة الصغير الذي يلتصق بعنقهاء ومن
أصوات صغار المعيّدينَ في الطريق»(7). تمائل هذه القصة بين الحياة وممارستها بشكل
لا تغدى فيه الحياة مجرّد طقس رتيب متكرّر بل تصبح لحظة تجدّد مستمرة: وصغار
الأطفال هم رمز التجدّد واستمرارية الحياة. في هذا المنظور المنعم بإنسانيته. لم يكن
غريباً ان تنطلق سميرة عزام من مفهوم الحياة العام. او بشكل أدق من مفهوم يعطي
الاولوية للحياة والانسان لاللفرد او الأنا او الذات الضيّقة. لهذا فهى تستعيد موضوعة
الطفل/ الحياة في قصة: «اطفال الآخرين» التى تحرر الفرد من حرمانه الذاتى الضيّق
وتدخله إلى عالم «الآخرين» كي يتجاوز حرمانه ويعثر على ذاته من جديدء ويكتشف ان
الحل الفردي لايستوي إلا في علاقته الصميمة مع «الحل العام». وان الحل الفردي
لا تحدّده الأنا المحاصرة, بل يتحدّد وتتغيرٌ دلالته في حقل المجموع الانساني.
من يدافع عن الحياة يدافع عن كل انسان يقاتل كي يحظى بنصيبه من الحياةء
والمقاتلون من أجل نصيب ناقص ومثلوم هم هؤلاء الذين يتراوح نعتهم بين «قاع
المجتمع» و«الجماهير الفقيرة». وعن هؤلاء كتبت سميرةء, وحاولت بجهد ان تلتقط عوالمهم
الصريحة والمضمرة. تأخذ قصة: «الغريمة», في هذا المجال مكانة خاصة نظراً لصدق
موقفها ولصدقها المكتوب, و«الغريمة», هناء ليست كياناً انسانياً. لكنها «الغسّالة
١ ‏/ا‎
تاريخ
نوفمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10384 (4 views)