شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 130)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 130)
- المحتوى
-
وفي هيئته مايوحي بأنه اكثر من يد تمتد لتطرق الابواب في موعد معين لايتآخّر او
يتقدّم»2, وعندما يموت الرجل تعود إلى وصف هذه البساطة المعطاءة بشكل آخر: «كان
الرجل ميتاً... ككل شيء آخر في الغرفة... الخزانة الصغيرة القاتمة... والديوان المفروش
بيساط مخطط... والمرآة المفروشة ببقع صفراء كأنها كلف على وجه بشع»7*). وليست هذه
القصة الوحيدة التى تحكى اواصر الترابط الانساني, فهذا الموضوع حاضر في معظم
قصص سميرة عزامء ويكفي ان نقرأ: «حتى العيون الزجاجء اطفال الآخرين؛ واما بعد,
فردة حذاء....» حتى نرى هذا. الدفق الانساني الذي يعبر كتابات صاحبة: «الظل الكبين..
بل يمكن ان نقول ان قصص الكاتبة, كانت في حدود معينة, تشخيصاً ادبياً للقيم
الانسانية الإيجابية» فالقصة لديها هي التجسيد المكتوب لقيمة معينةء حتى نكاد نتساعل
احياناً عن مدى التناظر بين الادبي والاخلاقيء فكأن القيمة الانسانية المجرّدة او
المشخّصة هى الحامل الأساسى للكتابة القصصيةء فقصة: «هل يذكرهاء تقص مقولة
التسامح والثراء الانساني. وقصص: «الساعة والانسان, سجادتنا الصغيرة؛ في المفكرة,
نافخ الدواليبء فردة حذاء» تبشر بمقولات التضحية؛ التوبة؛ التآخي؛ الصفح والغفران,
التآزر والتواصل الانسانيين.
حاولت سميرة عزامء إضافة إلى عالم القيم المطلقة. ان تمسء بقصد واضح او
غائم. بعض «المشاعر» الانسانية في علاقتها مع دلالات الزمان والموت والمكان» وفي
علاقاتها مع حدودها الذاتية المحاصرة بهشاشة اكيدة. وبضعف محايث؛ فكأن الكاتبة» في
رهافتها المفرطة وفي شفافيتها الانسانية. كانت تتواصل مع الانسان في ضعفهء او
تتواصل معه بسبب ضعفه. المنذر بتزايل اكيدء وبغياب قسري يكتبه تقادم الزمن» ويمليه
إيقاع الموت المتريئص. فنحن تقر ظلال الموت وأطيافه السوداء في: «مات ابوهء اسياب
جديدة, هواجسء ليلة الضياع...». نشهد في هذه القصص. على التواليء صورة الطفولة
التي حرمها الموت من معينء وصورة الموت في سخريته القاسية, وامتداد أطيافه التي
تأسر الحي وتحاصره ببراثن الميت. وربما تطفو مأساة الموت في اكثر أبعادها قتاماً في
قصة: «لاليس لشكور» التي ترسم فيها سميرة عزام صورة ساخرة أسيانة لبائع
التوابيت» الذي يقتات من عطاء الموت. ثم يقف صامتاً ومنصدعاً عندما ينظر إلى تابوت
ملائم لابنه المحتضر. اما موضوع انكسار الانسان أمام حمولة الزمان» فتستبين في
قصص: «المجنون والجرسء وخرس كل شيءء وليلة الضياع»؛ حيث يقف الانسان مكدوداً
أمام وازع الزمن وتغير الايام فيصمت مستكيناً معلناً بقهر عاجز عن انتهاء دوره في
الحياة. وعن نفاذ زاده من الايام» ٠ فيستسلم حسيراً, ثم يدور قليلاً ويفرغ ما تبقى, لديه
من الايام, معطياً لنفسه موتاً هادئاً. فكان الانسان في لحظاته الاخيرة يتمرّد عاجزاً على
عجزه. وفي عجزه يستسلم لقرار الموت الذاتيء فقارع الجرس في الكنيسة ينهي حياته
عندما يستبدل بمن هو اكثر منه شباباً. ودابو مخول» يُخرس حياته عندما يصمت
«مقهاه» وينهزم أمام موسيقى «المقهى الجديد». اما «عجوز الضياع», فإنها 35 تقف بانتظار
الموت في العراء؛ وهي تبحث عن كلبها العجوز.
وكما ترى» فإن سميرة عزام تدور ف مسارها القصصي حول الكيان الانساني,
1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4107 (7 views)