شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 134)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 134)
- المحتوى
-
نضع امام عين القراءة. ثلاث قصص محدّدة هي: «عام آخر: فلسطيني, زغاريد». ففي
هذه القصص. تبني اللغة الادبية قرار الواقع وجوهر المسألة, او لنقل: إن قرار الكتابة
وجوهرها الادبى يصدران عن تكثيقف حالة انسانية» وعن الولوج إلى اسبابها وتجلّياتهاء
والجذر والتجِلّ في الحالة الفلسطينية هما او هو: الشرخ في الكيان الفلسطينيء
والاغتراب عن التحقّق: ومعايشة النقص الذي يصرخ بنقص الوجود الفلسطيني. تكتب
سميرة؛ في «عام آخر». عن شتات العائلة الفلسطينية, وعن استحالة اللقاء. ترسم صورة
الحدودء وصورة الجسر المشروخ الذي يرفض عبور «عجوز» قادمة من خارج «الوطن
السليب» لملاقاة ابنتها «ماري» التي ظلت في هذا الوطن» ويعلو صوت الأسى عندما يكون
اللقاء مرة في العام, ومن يفوته اللقاء عليه ان ينتظر عاماً آخر. في لحظة كبوة اللقاء. يغور
كل الفرح المدخّرء وتذهب «العجوز» في حزنها اللامترامي: «وافاقت من غشيتها لتجد رجلاً
ناصرياً كلفته ماري بأن يحمل سلاماً لأمها وان يهون عليها عدم مجيء ماري فقد مرض
زوجها ويعدها بأن تأتي ماري فتلاقيها بعد عام...١١). ترسم سميرة حصار
الفاسطيني2 وحزنه وصمته امام أسوار الحصار في قصة: «زغاريد». حيث يتابع رجل
وامرأة أخبار ابنهما وزواجه الوشيك» عبر «راديى الشرق الأدنى» في برنامج «رساء
اللاجئين إلى ذويهم»», وفي هذا البرنامج «الانساني» يتحقق اللقاء في الأثير. وتغدى الرسنائل
الاثيرية هي شكل الاتصال الوحيد. تبدأ الصورة في إيقاعها المأساوي التالي:
«من جميل عبد الله في بيروت إلى والده كريم عبد الله ووالدته سلمى واخته وداد في
يافاء انا بخير كذلك خطيبتي. سنتزوٌج في الساعة الثالثة من بعد ظهر الثامن من ايار
(مايو). ثم نسافر لأعمل في الكويت. مشتاقون طمنونا بواسطة الاذاعة,(""). ولما كان
اللقاء أثيرياً كان على الذاكرة ان تخلق صورة «العروس» وان تخلق صورة مكان «الفرح»
وثمانه. وان تشارك في «فرح» تبني ملامحه الاثيرية ذاكرة حسيرة وراء الحدودء والذاكرة
تأتي إلى بيروت: كما تذهب بعد حين إلى الكويت. وعندما تصبح حركة الحياة هي حركة
الكرة” فإن قانون الحياة الوحيد يأخذ اسماً معيناً هو: الحرمان.
إذا كانت القصتان السابقتان تطرحان سؤال الكيان الفلسطينى في شرخه العميق,
وكل شرخ نقصء فإن قصة «الفلسطيني» تحكي حكاية «النقص» اللاهث وراء «كمال»
مستحيل؛ او تحكي حكاية «النقص» الذي تتسع حدوده عندما يسعى إلى «كماله» بطريقة
ناقصة. إنها حكاية «الفلسطيني» الباحث عن «هوية» اى «جنسية» اخرى؛ بعدما سئم ان
يناديه الناس باسم «الفلسطيني»:
«فهى في هذا الركن الذي تقوم فيه دكان لاتختلف في شيء عن اكثر الدكاكين
الاخرى, ليس اكثر من فلسطيني... بهذا ينادونه, ويعرفونه, ويشتمونه إذا ما اقتضى
الامر. شأنه في ذلك شأن ذلك الارمني الذي عرفه في صباهء(". وكي يتخلص
الفلسطيني من «حمله الثقيل» ويستعيد «فرديته» واسمه الشخصي يضحّي ب «اشياء
كثيرة من دكانه». ويحصل في النهاية على هوية, لكن النهاية لاتضيف إلى البداية شيئاً.
فلقد جاءته هوية مزوّرة, وسواء كانت الهوية «مزوّرة» ام حقيقية. فان اسمه القديم
يطارده ابداًء لأن استعادة الاسمء والاسم هوية تاريخية, لايتحقق بإجراء إداري
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)