شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 136)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 136)
المحتوى
«العواطف», فكأنها تقول لناء في ابتعاد النهاية عن البداية» إن منظور سميرة عزام
الاخلاقي لايستطيع ان يرى في التاريخ إلا مجالاآً لعلاقات الاخلاق والعواطف. ويمكن ان
نرى امراً مماثلاً تقريباً في قصة: «لأنه يحبهم» التي ترسم شرط الفلسطينيء في لجوئه,
في علاقة ادبية ثم لاتليث ان تكسر هذه العلاقة او العلاقات عندما تدفع بالقصة إلى جملة
استطالات لاضرورة لهاء فهي تحكي قصة الفلسطيني الذي يتمرّد دفاعاً عن كرامته
وكرامة شعبهء يرى رمز البوّس في «وكالة الغوث» فيضرم النيران في «غنائم اللصوص
والفئران», وبدلاً من ان تكتب الكاتبة العلاقة بين البؤس وتمرّد الوعي عليه فإنها تنزاح
عما هو اساسى وتذهب في زوائد تحكى عن الماضى والحاضر والبوّس والكرامة. حتى تقترب
القصة إلى حدود الافكار العامة. إن اختزال المسار الفلسطيني وتداخل «الفكري»
ب «القصصي» و«التاريخي» ب «الوعظي» يتجلَ من جديد في قصة: «خبز الغداء»؛ حيث
يختلط المصير الفردي بالمصير العام في إطار رمز ديني يستنهض الاخلاق والمثل دون ان
يمس بشكل ملائم المسار الفلسطيني في معناه الحقيقي.
إذا كانت القصص السابقة تشير إلى الوضع الفلسطيني مباشرة؛ فإن قصصاً
اخرى تشير إلى هذا الوضع بشكل لامباشرء اي ان سميرة عزام كتبت ماهى «مباشيى,
وكتبت ايضاً ماهو «لامباشر». لكن الاول والثاني يتّحدان في الدلالة ويتقاسمان المعنى
ذاته. ويصدران عن المصدر ذاته الذي يحدّد الحكاية ودلالتها. ومن هذه القصص: «طير
الرخ في شهربان» هل كان رمزيء الحب والمكان» وهي من مجموعة: «الساعة والانسان».
تحكي «طير الرخ» شروط الانسان المتخلّف وغربته عن العصر والتاريخ وعن سباته في
الأفكار الغيبية التي تلغي العقل وتدمّر الانسان ثم تقود إلى الهزيمة. تروي سميرة؛ في
إحدى افضل قصصها . سطوة الشيخ الذي يجلد كل انسان يدّعي انه شاهد قطاراً او
طائرة» لأن هذه الرؤية هي برهان على الزندقة ودليل على الخروج عن الدين. ويستمر
سوط الشيخ فاعلاً في اجواء قرية تعيش على هامش التاريخ: حتى يستيقظ اهل القرية
يوماً على هدير الطائر المروّعء, الذي يعلن حقيقة عصرء ويعلن ايضاً عن غزوى «العلم»
لمساحات الجهل والتخلّفء او يعلن سقوط الاوطان الصامتة أمام آلة الاستعمار. اما
القصة الثانية. فتمزج الحدث بالرمنء او تجعل الحدث لايعطي معناه إلا إذا قرىء كرمز
او كحدث مزدوج الدلالة. موضوعها هو التعلّق بالصورة الاولى» ورفض كل صورة اخرى.
حتى ولو كانت قريبة او شبيهة؛ لأن الاشياء لاتقبل في ظواهرهاء بل بدلالتها التي تكوّنت
إثر تعايش وتاريخ تركا بصماتهما على الصورة وعلى صاحب الصورة؛ تفقد «ام رمزي»
طفلهاء وتبحث عنه طويلاً: ويأتيها الناس بعد حين بطفل يشبه «رمزي» عثروا عليه بين
«النويه. ترفض الأم الطفل الجديد كما يرفض الطفل امومته الجديدة» فيهرب الطفل,
وتظل الأم تسأل المارة عن «ولد في الرابعة يلبس بنطالاً ازرق. تطرح هذه القصة موضوع
الانتماء ودلالة المكان» فالمواضيع الحميمة لاتخضع للتبادلء فهي جزء من الانسان,
يتواصل معهء ويحسه ويرى فيه آثار زمانه. اي ان الانتماء لا يُخترعء لأنه بيساطة
اختيار حرء وتجرية ومعاناة وتاريخ» وان الاوطان لا تستبدل, لأنها مساحة ارض محدّدة
بالهوية والذاكرة والعمل, فكأن هذه القصة تكتب في سطورها قول «توفيق زياد»: الارض
١1
تاريخ
نوفمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10384 (4 views)