شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 139)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 139)
- المحتوى
-
فرضها الوازع الاخلاقي واملتها «الارادة الطيبة»؛ الامر الذي يعني ان الكاتبة تطرح
مسألة قائمة في الواقع المعاش لكنها لاتعثر على مسار المسآلة في الواقع بل في الاطار
الذهني الذي تفرضه الاخلاق» مما يقود إلى كسر علاقات الكتابة القصصية, ومما يوْدَى
إلى جعل هذه الكتابة وحدة لامتجانسة او كلا تتعارض فيه العلاقات اللامتجانسة. في
هذا الشكل من الكتابة يغيب المرجع الخارجيء وتتراجع حركة الواقع. وتحل مكانها
«براءة الكاتبة» التي تصبو إلى غايات لاتسمح بها علاقات الواقع المعاش, اي أن الكاتبة
تحقق في الوهم مالايتحقق في الواقع؛ وفي هذا الوهم لاتصل الكتابة في نقائها إلى نثر
الحياة اليومية المعقّدة, فتستغلق في صفاء مستحيلء تنشده ولا تراهء اى تنشده فلا تراه
ممكناً إلا في سيل العواطف الصادقة. إن الحديث عن دلالة الايديولوجيا الاخلاقية في
قصص سميرة عزامء لايعني رجم الاخلاق اى محاكمتها. وإنما يعني اكتشاف شكل
الوعي المرتبط بهذه الايديولوجياء والذي يضلل وعي الكاتبة» ويمنعه عن الوصول إلى
موضوعية العلاقات الاجتماعية التي تقترب منها الكتابة القصصية. ونحن هنا لا تحاكم
الوعي الاخلاقي» بل نرى أثره السلبي على بناء العلاقات الفنية. لآن هذا الوعى هو
اساس غياب اتساق العلاقات الفنية وهى اساس نزوع هذه العلاقات إلى الشكل
الميلودرامي الذي ينطلق من مساألة زائفة ويصل إلى جواب زائفء ويعطي فيما بينها
شكلاً زائفاً من الكتابة الفنية. '
إضافة إلى الاثر السلبي الصادر عن ضياع الكتابة في الاخلاقء يمكن ان نلمس
سلباً آخر في قصص سميرة عزام. يقوم هذا السلب في إرجاع القصة إلى فكرة. حيث
تبدأ الكاتبة من «فكرة» وتحاول بناءها في قصة» فتقول الكاتبة الفكرة دون ان تصل إلى
القصةء اي تظل القصة خاضعة للفكرة دون ان «تضيع» الفكرة و«تمحّى» في علاقات
القصة. نشير هنا إلى بعض القصص منها: «الصغير. المحروس, الملح». نرى هنا ببساطة
ان الكاتبة تدين «افكار» الاتكالية والسلبية والعجزء لكن إدانتها لاتصل إلى شكلها
القصصيء فتظل افكاراً بسيطة. تصبح القصة هنا مجرد «إناء» لملء فكرة معينة؛ فياخذ
الشكل الخارجى شكل القصةء وتظل «النواة» بعيدة عن الشكل, حتى نكاد نقول ان
القصة تعيش ثنائية خاصة تؤدي في النهاية إلى تصدّع القصة. فالكتابة القصصية
الحقيقية تلغي مركز النواة. تجعل المركز لا وجود له. فهو يحتجب ويستسر في «نثار»
العلاقات المكتوية. وما دمنا في إطار الافكار والقصة؛ يمكن ان نشير ايضاً إلى سلب آخر.
ويتمئّل هذا السلب في تجاوز إمكانية القصة القصيرة وتحميلها ما لايمكن ان تحمله, اي
تفجيرها. الشكل النموذجي لهذا السلب هو التعامل مع القصة القصيرة كما لو كانت
رواية» فتصبح «اكثرء من قصة قصيرة وداقل» من رواية. والحكم, هناء لايتعامل مع
«الاكثر والاقل» بل يتعامل مع «كثير الافكار» في «قليل العلاقات الفنية». الامر الذي يتربّب
عليه حصار القصة القصيرة ب «حزمة من الافكار الروائية». نرى مثال ذلك في قصة: «في
الطريق إلى برك سليمان؛ لأنه يحبهم؛ الساعة والانسان خبز الغداء». إن عدم التوافق
بين العلاقات القصصية و«قولها الفكري» يثلم تلك العلاقات ويدفع بها إلى حدود القول
الفكري المباشر على الرغم من «الغلاف القصصي» الذي تتستر به. وهذا السلب شائع في
الكردل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 735 (19 views)