شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 143)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 143)
- المحتوى
-
صفوفه, بل وفي مواقعه القيادية مسلمين وأقباطاًء جمعتهم وحدة الموقف, وشدد من لحمتهم النضال
المشترك من أجل مصالح الوطن. وكانت الأمور قد اتضحت,. فيما بعدء أكثر, حينما راح الساداتء في أكثر
من خطبة» يشرح أسباب ضربته المفاجئة. واستبان للجميعء بالفعل. أن الهدف المعلن؛ وهو وضع حد للفتنة
الطائفية, أيعد مايكون عن السيب الحقيقي لهذا الإجراء القاسي. كما أصبح من البين للجميع» أن
السادات قد استهدفء بحملته هذهء قطع الطريق على نمو قوى المعارضة المختلفة المنابع الايديولوجية
والاتجاهات السياسية وضرب محاولات تجمعها وتوحدها في جبهة وطنية لإنقان البلاد مما آلت إليه.
وتناضل من أجل وضع حد لتدهور الأحوال فيها.
كذلك, فلقد كان تركيز السادات في خطبه بشكل رئيسي منصباً على المواقف السياسية المعارضة
لكامب ديفيد ولنتائجهاء والتي اتخذتها أغلب هذه القوى» بصورة أو بأخرى. والحقيقة أن هذا التطور الذي
واكب رؤية العديد من القوى السياسية المصرية لأبعاد سياسة الصلح الساداتي الصهيونى. ولأبعاد
الحلف الأميركي الاسرائيلي الساداتي المترتب على اتفاقية كامب ديفيد وملاحقهاء يمثل نقلة بالغة
الخطورة والأهمية في مسار العمل السياسي المعارض في مصر. وتكمن أهمية هذه الخطوة في كون العديد من
هذه القوى, قد رأى النور أو عاد إلى سطح العمل السياسي في مصرء على يد النظام نفسه؛ حينما اضطرته
الأوضاع وتشابكات الظروف في البلاد إلى رفع شعارات «ديمقراطية», ذات صبغة «ليبرالية» شكلية» وعمد,
من أجل استقطاب الرأي العام الشعبيء إلى تشكيل منابر معارضة لم تلبث أن تحولت إلى أحزاب (التجمع.
الأحرارء ثم حزب العمل الإشتراكي). لقد كان هدف النظام من هذه الخطوة هو استيعاب التطلعات
الديمقراطية الحقيقية في البلاد. والتي بدأت تضغط وتنشط باتجاه التبلور المستقل في أشكال تنظيمية
خاضة: وكان تصور النظام أنه بالتصريع لبعض أحزاب المعارضة العلنية بالعمل, سوف يتمكن من ضبط
حركة المعارضة وتشكيلهاء باتجاهات تخدم صورته «الديمقراطية», خاصة لدى الرأي العام الخارجيء كذلك
كان هذا الإجراء في منظوره يعطي مصداقية لخطواته السياسية, باعتبارها مدعومة يتأييد «الشعب» في
الداخل. ممثلاً في الأحزاب السياسية الرسمية؛ على اختلاف مسمياتها.
غير أن الرياح أتت بما لم تكن تشتهيه سفن الساداتء. وتجذرت أشكال المعارضة في مصر., كلما
تجذرت خطوات التبعية التي كان النظام يخطوها على مسار معاداة المصالح الشعبية والوطنية في الداخل
وعلى صعيد العلاقات مع أميركا وإسرائيل.... وهكذا كان لابد أن تصل الأمور إلى لحظة الصدام؛ وأن
تسقط اللعبة بكاملها وتبدى الحقيقة بكل تداخلاتها.
ف التقرير التالي نتناولء باختصارء مواقف القوى السياسية العلنية الثلاث التي كانت على رأس مئة
وجهت لهم حراب الضرية القمعية الأخيرة في مصر (حزب التجمع التقدمي الوحدوي؛ حزب العمل
الاشتراكي وجماعة الإخؤان المسلمين) من القضية الوطنية وفهمها لأبعاد الصراع العربي الاسرائيلي»
وتطور وجهة نظرها في هذا السياق.
أولا: حزب التجمع التقدمي الوحدو ي
أعلن السادات, في شهر آذار (مارس) 1 ؛: عن قيام المنابر السياسية, كتعبير عن الاتجاهات
الرئيسية المتصارعة في المجتمع: اليمين. الوسط, اليسار. ومن جراء هذا الإعلان نشاً منبر اليسار
(التجمع)ء في ظل «الكثير من القيود والشروط التي تحد من حركته», على حد ما يذكر البرنامج السياسي العام
لحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي. ولائحة النظام الداخلي الصادر عن المؤتمر العام الأول للحزب
(1 ١ك نيسان ابريل ١٠94١.ص 15). ويدأ الحزب كما سمي فيما بعد في التطورء والتمايز
والإستقلالية خطوة خطوة عن خط النظامء حتى أصبح أعلى الأصوات العلنية المعارضة لسياسات النظام
الداخلية والخارجية. وشن الحزبء. عبر جريدته الأهالي قبل المصادرة النهائية لها ونشرة «التقدم»,
حرباً ضارية على زيارة السادات للقدس المحتلة .وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وضد منح الولايات
المتحدة الإمتيازات والتسهيلات الاقتصادية والسياسية والعسكرية في مصرء وضد تحويلها إلى قاعدة ارتكان
لقوات التدخل السريع. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)