شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 147)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 147)
- المحتوى
-
«هل نحن طريقة صوفية»؟!... جمعية خيرية؟! مؤسسة اجتماعية؟! حزب سسياسي؟ !... نحن دعوة القران
الحق الشاملة, الجامعة... نحن نجمع بين كل خير» (أنور الجندي.الاخوان المسلمون في ميزان الحق, القاهرة:
بلا تاريخ ص ”45)؛ وثانيهما التحالف مع القصر وأحزاب الأقلية في مواجهة الحركة التقدمية والوطنية.
مثلما حدث إبان انتفاضة الشعب في سنة ١1547 حينما شكلت جماعة الاخوان تنظيم اللجنة القومية, في
تعارض مع التنظيم الثوري الديمقراطي للقوى الوطنية واليسارية المصرية؛ اللجنة الوطنية العليا للطلبة
والعمال. ١
بُني تنظيم الاخوان على نسق التنظيمات الحديدية التي تركز السلطة في أيدي حفنة محدودة من
الكوادر (مكتب الارشاد)» يتزعمها المرشد العامء دون أن توازنها بتقاليد ديمقراطية موازية, وقد اتجهت
قيادة الجماعة لخلق جهاز عسكري سري لدعم نفوذها السياسي في أوساط البورجوازية الصغيرة» والزراعية
خاصة, وحينما كان هذا الجهاز يتضخم تضخماً سرطانياًء ويصل إلى درجة من القوة تدقع الجماعة إلى
محاولة فرض مطالبهاء كان الصدام أمراً حتمياً بينها وبين الأنظمة الحاكمة؛ ومن هنا شهدت الجماعة عدة
مواقع دامية بينها وبين السلطات قبل ثورة ؟؟ (تموز) يوليوء ثم حاولت اغتيال عبدالناصر عام ١555
بإطلاق الرصاص عليه في المنشية بالاسكندرية, فكان هذا أول صدام لها مع العهد الجديدء وتكرر الصدام
بصورة حادة مرةً أخرى عام 1510١؛ حيث أعدم عدد من قيادات الجماعة, ورج بالآلاف من عناصرها في
السجون.
وحينما استولى السادات على السلطة منفرداً في ١١ ماي (أيار) ,1417١ عمد إلى الافراج عن الآلاف
من معتقلي جماعة الاخوان: وأعاد لهم كافة حقوقهم وأموالهم المصادرة, وأعادهم جميعاً إلى وظائقهم.
واستخدم جماعة الاخوان لتصفية حساباته مع الرئيس عبدالناصر والقوى التقدمية: فانطلقت عناصرها في
أنحاء البلاد متهجمة على ما أسمته بعهد «الارهاب الأسود». مدعيةٌ أن سنوات عبدالناصر كانت جميعها
سنوات ظلام وديكتاتورية» وقعت مصر فيها تحت حكم الشيوعيين والاتحاد السوفياتي (!)(*)؛ وأيدت
الجماعة كافة خطوات السادات التي أخرجت البلاد من معسكر التحرر والثورة وألقت به في أحضان
الامبريالية الأميركية. واستطاعت, في فترة الهدنة بينها وبين النظام (والتي استمرت لعشر سنوات كاملات
.)١983--- أن تعيد تشكيل صفوفهاء وأن تسلح عناصرها مستندةٌ إلى حريات واسعة في الحركة
والتنظيم ممنوحة لها من قبل النظامء وأيضاً إلى قدرات مادية هائلة أتاحتها لها علاقاتها التاريخية
المشبوهة بالأوساط الرجعية العربية» وخاصة البترولية.
ثم دار الزمن دورته, وأصبحتٍ جماعة الأخوان تشكل خطراً على النظام مما فرق بينهماء » فأطماعها
العميقة أ في السلطة؛ والتي نجحت طويلاً في التخفيف من مظاهرهاء باتت واضحة للنظامء ومقلقة له في آن»
ومن هنا حدث الصدام الأخير. الذي 56 باعتقال عمر التلمسانيء القائد الفعلي للجماعة, والمتحدث باسمهاء
ورئيس تحرير مجلتها «الدعوة», التي صودرت أيضاً بأمر من السادات. وتجدر الإشارة إلى أن
السادات علاقة قديمة بجماعة الأخوان: وبمرشدها الشيخ حسن البناء أشار إليها في أكثر من ا
وذكر في كتابه «البحث عن الذات» أنها ترجع إلى عام ١14٠ (أنور السادات, البحث عن الذات, القاهرة:
المكتب المصري الحديث للطباعة والنشر. 1918 طبعة أولى» ص 55).
* هذا نموذج لتقييمات الجماعة للمرحلة الناصريةء نقرأ هذا النص (مجلة الدعوة, العدد 55, السنة
السابعة والعشرون «” ٠ 4»» غرةذي القعدة ١794 تشرين الأول اكتوير151//8١.ص 77) : «أي سوء. وفي أي ناحية
لم يصب ذلك العهد [الناصري] كل أنواع الفساد والرشوة والاستغلال والأغلال على رؤوس الشعب صباً
كوابل منهمر في يوم عاصف مطير؟! وها نحن اليوم نلعق المرء ونجني المصائب منعقابيل ذلك الحكم, ولا
يزال فينا من لايخجل من الادعاء أنه ناصري!!»؛ وكذلك نقرأ: «يجب التعرية الكاملة لشخصية جمال
عبد الناصر التآمرية, والانهيار التام لنظامه, ودوره العميل ضد الاسلام وضد الحركة الاسلامية. وإدانة كل
الذين شاركوه في تنفيذ هذا المخطط الاجرامي, الذي صنع ماساة أمة, وضيّع شعوياًء وحقق أحلام
الصليبيين واليهود والشيوعيين!!!» (المصدر نفسه, ص 45).
١ /ا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)