شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 161)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 161)
- المحتوى
-
و «البوعالي تسيون»؛: والأخيرة بشكل خاصء قد جاء في كتاب الدكتور الشريف مقدمة ضرورية لدراسة
نشق وتطور الحركة العمالية اليهودية في فلسطينء التي ولد منها الحزب الشيوعي في فلسطين: ولفهم
توجهاتها وأهدافها. ان أن الحركة العمالية اليهودية في فلسطين تشكل استمراراً لتلك التي كانت في رووسيا
ومجموعة البوعالي تسيون (البوروشوقي) بشكل خاص. فحزب «البوعالي تسيون الفلسطيني» الذي عقد
مؤتمره التأسيسي عام ١6١5 قد تشكل على أثر الموجة الثانية من الهجرة . «مجموعة هومل». وقد رفع
'شعاري «احتلال الأرض» و «احتلال العمل» مكرساً بذلك عاملاً هاماً حال دون تطوير علاقات نضالية
مشتركة بين العمال العرب واليهود. ولقد كشف مؤتمره الذي عقد في يافاء عام ,١1٠١ عن توجهات
سياسية تهدف الى «اقامة تجمع يهودي في فلسطي قائّم في بلده وسيد مصيره» والى «تقوية مواقع الغامل
اليهودي في فلسطين والعمل على ازدهاره وزيادة عدده»؛ وهذا مايشير بوضوح الى توجهات «الحركة
العمالية اليهودية» في فلسطين منذ تلك البداية.
غير أن اتجاهين متعارضين قد ظهرا في اللجنة المركزية للبوعالي تسيون منذ مؤّتمره التأسيسي,
أحدهما يساري (اتجاه روستوف) والآخر يميني بقيادة «بن غوريون». ولعبت قضايا من نوع: وحدة الحركة
العمالية, والعلاقة مع مجموعات البوعالي تسيون في العالم, وقضية اللغة؛ وقضية العلاقة مع العمال العرب,
دوراً أساسياً في بلورة اتجاهات متناقضة في «البوعالي تسيون». وقد استطاعت هذه التناقضات, بتأثير ثورة
أكتوير الاشتراكية وافتضاح علاقة التعاون الوثيق بين المنظمات الصهيونية العمالية والامبرياليين
بالبريطانيين, وكذلك المواقف العدائية الشوفينية لهذه المنظمات من الجماهير العربية. استطاعت أن تدفع في
عام ١519 أقلية يسارية» من البوعالي تسيون الفلسطينيء لرفض الانضمام الى «اتحاد العمل» (أحدوت
هعفوداه) الذي تشكل في أذار (مارس) ١9١5 ليضم كافة العمال اليهود في فلسطين «بهدف القيام بنشاط
اقتصادي وثقافي وسياسي» والذي أقرت قيادته الاشتراك في نشاطات المنظمة الصهيونية العمالية وكذلك
انضمامه الى الأممية الثانية. هذه الاقلية اليسارية هي التي شكلت مع مجموعات اشتراكية صغيرة حزب
العمال الاشتراكي (.5 .5 .80) الذي يعتبر النواة الأولى للحركة الشيوعية في فلسطين.
ان انسلاخ هذه المجموعة اليسارية عن «اتحاد العمل» كان يعني رفضها الوقوف الى جانب النظام
الامبريالي البريطاني والأممية الثانية وسعياً منها الى الوقوف في صف السلطة السوفياتية الجديدة والأممية
الثالثة الشيوعية. لكنها في الوقت نفسه ظلت وفية لمبادىء الاتحاد العمالي للبوعالي تسيون وكانت تطمح الى
التوصل لطريق يمكنها من الجميع بين مبادىء «الصهيونية البروليتارية» والمبادىء المعادية للصهيونية التي
تتبناها الأممية الثالثة. لكل ذلك نجد أعضاء حزب العمال الاشتراكي (.5 .2 .94) يتحررون من كثير من
المفاهيم الصهيونية. فالحزب يدعو الى ضرورة البحث عن «طريق سليم للعيش المشترك مع الشعب الآخر
الموجود هناء» ويوّكد أن الهجرة الصهيونية واحتلال البلاد واستثمار سكانها لن يودي الا الى «زيادة المادة
المتفجرة تحت سس بنائناء. لكن هذا التحرر من أوهام الصهيونية لم يكن تاماً. وحسب تعبير «مثير فلثر»
فهم «لميفهموا أن هناك تناقضاً جذرياً بين الصهيونية والاشتراكية» وبالفعل فهم قد أعلنوا أنهم من
أنصاد الثورة الاشتراكية ى «الصهيونية البروليتارية الحقيقية,
هذا التناقض الداخلي «الذي ولدت النواة الأولى للحركة الشيوعية في فلسطين مشحونة به قد حال
دون حسم تمايزها السياسي والايد يولوجي في الاتجاه الثوري الأممي لحظة ولادتها. واضطرها الى اجتياز
مرحلة أخرى من الصراع حتى الانتقال الى مواقع الماركسية اللينينية ومعاداة الصهيونية. وقد سارت هذه
العملية على قاعدة من الصراع بين اتجاهات عمالية مختلفة داخل الكونفدرالية العامة للعمال اليهود في
فلسطين (الهستدروت) التي أقامتها القيادة العمالية الصهيونية بهدف تعزيز مبدأ احتلال الأرض ولستلو
العمل ويهدف انجاز مشروعها الاستيطاني. وقد انعكس هذا الصراع, بين الاتجاهات العمالية في
الهستدروت: صراعاً أيديولوجياً وسياسياً في صفوف حزب العمال الاشتراكي (.5 .7 .90) تمحور حول
قضيتين محوريتين تمثلتا في الموقف من «الصهيونية البروليتارية» والموقف من الانضمام الى الأممية
الشيوعية مع مابين القضيتين من علاقة جدلية. وقد تشكل من الاتجاه المعادي للصهيونية «حزب
1١1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)