شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 169)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 169)
- المحتوى
-
والخائن. وهي أيضاً فرحة الثائر بتعميق إيمانه
بحتمية النصرء (المصدر نفسه).
اصداء وتساؤلات واسعة
أثارت تصفية السادات نوعين من الاسئلة,
اولهمناء انصب في المحاولات العديدة الجارية
لمعرفة طبيعة ودوافع القائمين بالعملية. ومع ان
السلطات المصرية الرسمية اخذت تسربء اول
بأولء معلومات وبيانات تتضمن روايتهاء فإن
شكوكاً كثيرة احاطت بهذه الرواية» واستتبعت
مزيداً من الاسئلة. لقد ركزت الرواية الرسمية
على ان الذين داهموا منصة الرئاسة؛ في السادس
من تشرين الاول (اكتوبر)؛ ليسوا سوى مجموعة
صغيرة معزولة. كما جهدت للإيحاء بأن دواقعهم
تكاد تكون شخصية:؛ على اساس ان شقيق قائد
العملية هو احد الموقوفين في حملة الاعتقالات
التي سبقت التصفية بأيام. ولعل هذه الرواية
لم تقنع احداًء بما في ذلك الذين رددوهاء ذلك أن
طبيعة العملية وإحكامها ومدى نجاحها امور تفتح
الباب للاعتقاد الصائب بأن اطرافاً عدة, تتجاوز
مستوى المنفذين» خططت لها واسهمت 3 اعداد
تفصيلاتها وفي تسهيلهاء وهذا ماكان موضع
تساؤلات وتكهنات عديدة. والنوع الثاني من
الأسئلة,» اتجه لتقصى احتمالات التطورات التى
ستتبع تصفية الساداتء في مصر وفي العالم
العربي وفي مجال علاقات مصر بإسرائيل؛ وفي
تأثير ذلك كله على موقف الولايات المتحدة وعلى
سياستها في الشرق الاوسط وعلى مصالحهاء
وانعكاساته على مستقبل الصراع
العربي الاسرائيلي برمته.
السادات يخلّف تركة ثقيلة
وقد يمضي وقت طويل قبل ان تنجلي الوقائع
الصحيحة المتعلقة بالعملية وبدوافع القائمين بهاء
وذلك نظراً للتكتم الشديد والمغرض الذي تفرضه
ولا بد كذلك من بعض الوقت حتى تتكشف
مصداقية الاحتمالات التى يدور الحديث عنهاء
من عدمهاء بالنسبة للتطورات السياسية اللاحقة.
1١16
المصريء الذي أوغلء في عهد الساداتء في اتباع
سياساتء داخلية وعربية ودولية. دفعت إلى
صفوف المعارضة أوساطاً متزايدة من المصريين
المتضررين. حتى ان الأمر بلغ» قبل ايام من
اغتيال السادات2. حدا اتضح معه للجميع ان
المعارضة تضمء. على ساحتها الواسعة. كل
الاحزاب والهيئات الشعبية والنقابية والاجتماعية,
والمنظمات والجماعات الدينية في مصر. ومع تباين
الاسباب التي تدفع جهات مختلفة المصالح
والاعتقادات, كهذه. الى جبهة واحدة في وجه
النظامء فإن الجميع انتهوا بالفعل الى الايمان
بضرورة تنسيق عملهم ضد النظامء وبالذات ضد
سياسته الاقتصادية التي تطدن جمهور
المصريين. وضد صلحه مع اسرائيل ونشاطه في
تطبيع العلاقات معهاء بصورة تتعارض مع
مصالح مصر الداخلية ومع مصالحها وعلاقاتها
التقليدية بالعالم العربي.
هذا الوضع ورثه خلفاء السادات وف مقدمتهم
الرئيس الجديدء حسني مبارك.
وليست هذه كل التركة التي تلقاها خلفاء
الرئيس المقتول. فقد ورثواء فضلاً عن عزلة
النظام في الداخل, عزلة عربية شبه كاملة.
والعنوان الرئيسي المشير لمدى هذه العزلة» ان بلدين
عربيين اثنين فقطء من مجموع واحد وعشرين
بلداًء يقيمان علاقات ديبلوماسية مع مصر الآن.
كما ورث خلفاء السادات علاقات مقطوعة:,
أو باهتة. مع معظم الدول الاسلامية ودول عدم
الانحياز. ومع معظم الدول الاشتراكية. وزيادة على
هذا وذاك, ورث خلفاء السادات التعثر الظاهر في
تطبيق اتفاقات كامب ديفيد, بين مصر واسرائيلء
وخصوصاً في جانبها الفلسطينى. فالمحادثات
الخاصة بالاتفاق على ما وصف بالحكم الذاتى
للفلسطينيين في المناطق المحتلة» تدور, منذ التوقيع
على اتفاقات كامب ديفيد عام ,١57/ في حلقة
تكاد تصبح مفرغة تماماً. والسير نحو الحكم
الذاتي, باتفاق الجانبين يمضي على طريق مسدود
منذ ذلك الوقت. واذا كان تفاوتء او تباين
وجهات نظر الجانبين بشأن مستقبل الحكم
الذاتي هو العقبة؛ التى لم تتمكن مفاوضاتهما من
تذليلها حتى هذا الوقتء فإن الموقف الفلسطيني
الذي يرفض وجهتي النظر كلتيهما ويقاومهماء
دشكل أيضا عقبة لم تذلل: ولا يبدو ان بمقدور - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22322 (3 views)