شؤون فلسطينية : عدد 59 (ص 139)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 59 (ص 139)
المحتوى
وزارته وولي المهد » وغيرهم من افراد المائلة
المالكة . وخلال مقابلتي لحسين ابدى الملك
الشاب آماله في عدم اعتراف الدول الفربية
الكبرى بقتلة اقربائه . لكنني كنت اعلم ان
الولايات المتحدة ستعترف بالنظام العصراقي
الجديد في اليوم التالي . أما روسيا السوفياتية
فقد بادرت على الفور الى اقأ مة علاقات
دبلوماسية مع الحكومة الثشورية © كما كانت
الولايات المتتحدة معنية » بمراقبة الحالةعن كثب,
لم يظهر السفير الامريكي في بغداد »© فالديمار
ج. غالمان اي حماس عند اعلان زيارتي
للعراق » بعد هذه الفترة القصيرة على الانقلاب
لقد كانت مخاوف صديقي في محلها . فيا ان
ظهرت طائرة ال ته » التي وضعها الطيران
الحربي تحت تصرفنا » حتى آمرتها قاعدة حربية
عراقية بالعودة ومغادرة الاجواء المراقية .
اجاب قائد الطائرة » بان بغداد سمحت انا
بالمرور . لم نتلق اي جواب . تابعنا طريقنا »
وصلنا المطار حيث الجو رطب والحرارة
تصل الى حوالي 6؟ درجة . استقبلنا السفير
الامريكي البشوش وبعض مساعديه وممثلون عن
الحكومة العراقية الجديدة . اخبرني غالمان »
ونحن نعبر الشوارع الخالية الا من دوريات
عديدة نحو « البيت الابيض » الصفير الذي هو
مقر سفارتنا في بفداد »© بالاحوال التي حصلت
في المدينة منذ فترة وجيزة .
اما الرجل الذي قاد الثورة عبد الكريم قاسم
فاصبح رئيسا للوزراء . اتخذ السفير غالمان
التدابير اللازمة لنقوم بزيارته في وزارة الدفاع ,2
حيث كان يعمل ويقيم في الفرفة التي يشفلها منذ
اندلاع الثورة . كانت جحافل حرس الوزارة
عصبية © اكثر مما هي يقظة . وقاسم يحمل
مسدسا رشاشا . قاسم » هو رجل قصسير
القامة 2» حذر قليل التجاوز » وهذا ما جمل
نقاش القضايا التي تهمنا شبه مستحيل »© لولا
تدخل وزير خارجيته عبد الجبار جومرد :
اشقر » عيناه زرقاوان » وهو من مواليد الموصل
قيل لي ان جومرد لم يشترك في المؤامرة على
الملك فيصل »2 لكنه علم فجأة » عن طريق
الاذاعة » انه عين وزيرا . اخبرني قاسم انه
كان يفكر بالثورة منذ سنوات عديدة . وقد دبر
1١4 *
مؤامرته بسرية تامة بالاشتراك مع حوالي مئة
من زملائه الضباط . وجاء انتقفال بعض
الوحدات العسكرية بمثابة فرصة انتهزها في تموز
حين تمكن المتآمرون من تنفيذ خطتهم بسرعة ‎٠‏
‏فكانت المفاجأة كاملة . برر رئيس ال وزراء
انقلابه » بان الدلرق اللاشرعية هي الوحيدة »
التي تسمح لشعب العراق المسكين بالتخلص من
ملكية فاسدة . واكد قاسم على الطابع الداخلي
لنثورة التي جرت لاسباب وطنية اكثر مه! هي
ايديولوجية . ولم يبد اي اسف للوحشية التي
تمت فيها الثورة . قلت لقاسم » اذني اتيت
الى بغداد » كي نفهم حكومتي سياسته بشكل
افضل » كما لفت نظره الى سرعة اعتراف
الولايات المتحدة بالحكومة العراقية الجديدة .
فهل صحيح ما قيل لي »2 ان التدخل المسكري
الامريكي في لبنان المجاور يثير الشكوك في صفوف
القادة العراقيين . اجابني قاسم بالايجاب »
وابدى شكه في اقتصار الامريكيين على لبنان .
كان متأكدا من أن تدخلنا في لبنان » ليس سوى
مقدمة لاجتياح بلده» وكان مصمما على المجابهة.
اجبته » بانني رأيت من الطائرة جزءا كبيرا من
العراق » فهذه المساحة الشاسعة من الاراضي
الصحراوية ليس لها اية جاذبية من الناجية
العسكرية . وذكرت قاسم بان رئيس الولايات
المتحدة يتمتع بتاريخ عسكري طويل وحافل»
وابديت ملاحظتي لقاسم »© بانه هو ايضا رجل
عسكري . فهل يمكنه ان يشير الى سبب وآاحد
يمكنه أن يدفع ايزنهاور الى اجتياح بلد فقير مثل
العراق . لفظت عبارتي وانا ابتسم » ولكن دون
اي استهزاء .. وبعد لحظة » أبتسم قاسم هو
ايضا , ويبدو أن عبارتي اثرت عليه . فابدى
ارادة في اقامة علاقات صداقة مع الولايات
المتحدة وباقي الدول الغربية . غير ان وصول
بعثة سوفياتية هامة الى بغداد » تعمل بعلاقة
وثيقة مع حزب شيوعي محلي » كان يقلق الفرب
اشرت لقاسم بهذا » وراجعت مصير بعض
البلدان التي بدأت بقبول المساعدة السوفياتية »
وانتهت الى فقدان استقلالها . عندها » شرح
لي قاسم » بأسلوبه العسكري البسيط 6افكاره
حول الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية
الضرورية لبلده . وأكد لي »© انه لم يفجر
ثورته كي يقدم العراق هدية للاتحاد السوفياتي
تاريخ
يوليو ١٩٧٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)