شؤون فلسطينية : عدد 229-230 (ص 67)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 229-230 (ص 67)
المحتوى
عمر سعادة
الذي سيحؤل لأغراض استيعاب الهجرة المكدّفة, سيكون بمثابة خسارة للسكان القدامى»(.
ان جوهر الاشكالية» في مجتمع استيطاني مثل اسرائيل» ينيعء في جانبه الأول» من ان المستوطن
اليهودي القديم؛ وخاصة المولود في اسرائيل» والذي أدَى الخدمة العسكرية يعتير نفسه أحق برعاية
ودعم الدولة من المهاجر الجديد الذي لا تدين له الدولة بشيء. أمّا في الجاتب الآخر, فان المهاجر
الجديد من الاتحاد السوفياتي سابقاًء هى نموذج مختلف عن مهاجري الخمسينات والستينات. فهو
لا يحمل نفسية اللاجىء: وليست لديه حوافز دينية أى صهيونية, ولا يشعر بالدونية ازاء المجتمع
الاسرائيي» بل يشعر بأن مجرّد وجوده في اسرائيل هو خدمة يسديها لهاء وعليهاء في المقابلء ان تؤمّن
له كل مقوّمات الاستيعاب المريح الذي يتناسب مع مؤهلاته. ذهبت الكاتبة الاسرائيلية لي خاي الى
ان المهاجرين السوفيات غادروا بلادهم آمل في ان يصبح الواحد منهم «مستقلا»؛ وان «جرأة
المهماجرين الجدد ورغبتهم في ان يصبحوا تين ا الصورة التي ارتسمت عن الهجرات
السابقة من الاتحاد السوفياتي... فهؤلاء المهاجرون هم نتاج سنوات البييسترويك وهم يحملون
أفكاراً ومبادرات الى دولة لم تنشاء بالضبطء من أجل دوافع كالتي تحرك المهاجرين»()
ان المهاجر الجديد ينظر الى وضعه الراهن في اسرائيل باعتباره مرحلة انتقالية» إِمّا باتجاه مرحلة
أقضل داخل اسرائيل: وإمّا باتجاه الانتقال منها الى الغرب» حيث طموحه الأساس. ولذلك» فان
المهاجر يضطر الى أبداء مرونة عالية في قبول أي عمل يوكل اليهء ويقبلء مؤقتاًء بالأجر القليل لقاء
هذا العمل. وبصورة عامة؛ فلقد أغرق المهاجرون الجدد سوق العمل الاسرائيلي يعشرات الآلاف من
الأيدي العاملة الماهرة والرخيصة؛ في وقت ترتقع نسبة البطالة بين المستوطنين القدامى. وهذا الوضع
لا يشكل تهديداً لمكتسيات العامل الاسرائيلي القديم فحسب. بل ويغلق فرص العمل أمام عشرات
الآلاف من الاسرائيليين العاطلين عن العمل ومن الجنود المسرّحين» ومن الشباب الاسرائيليين الذين
ينضمّون, سنوياً. الى سوق العمل. ومن جهة أخرى, فان النفقات الباهظة المخصّصة لاستيعاب
الهجرة أخذت تؤثر في مستوى الخدمات العامة المقدّمة الى الاسرائيليين: مثل التعليم والصحة
والاسكان» وعلى موازنات صناديق الضمان الاجتماعي وأجور المتقاعدين: الأمر الذي وسّع دائرة
المتضرّرين: اقتصادياً: من عملية استيعاب المهاجرين الجددء وخلقء بذلك, الأساس الاقتصادي
للتوتر القائم بين المستوطنين الاسرائيليين القدامى وبين المهاجرين السوفيات الجدد.
الأساس الطائفي
تكتسب المشكلة الطائفية في اسرائيل بعدأ طبقياًء حيث ان انقسام التجمّع اليهودي الاسراتيلي
الى غربيين ( اشكناز) وشرقيين (سفاراديم) يتجاون. بمدلوله, المحتوى الطائفي الى المحتوى
الاقتصادي ‏ الاجتماعي. فاليهود الغربيون في التجمّع اليهودي الاسرائيلي يمتازون, عموماً؛ بارتفاع
مستواهم الاقتصادي . الاجتماعي» وبسيطرتهم على معظم مواقع السلطة والادارة في اسرائيل» بينما
يشكل اليهود الشرقيون» بصفة عامة؛ الشرائح الاقتصادية والاجتماعية الدنيا من التجمّع اليهودي
في فلسطين.
لقد برزت المشكلة الطائفية بحدة؛ في اسرائيل» منذ مطلع الخمسينات: عندما اختلّت التركيية
الاجتماعية والثقافية للمشروع الصهيونيء بفعل الهجرة الجماعية للطوائف اليهودية الشرقية من
الوطن العربي وبقية دول آسيا وافريقيا. فبعد ان كان اليهود الغربيون يشكّلون أكثر من 85 بالمكة
من مجموع المستوطنين اليهود قبيل قيام الدولة. انخفضت نسبتهم؛ في العام 1501, الى 4ه
313 شْيُون فلمطنية العدد 5؟؟ ‎257١‏ نيسان ( ابريل ‎ )‏ أيار ( مايى) 19517
تاريخ
أبريل ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7277 (4 views)