شؤون فلسطينية : عدد 229-230 (ص 77)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 229-230 (ص 77)
المحتوى
موسى السيد سسحت
اليه» أي ملكية وسائط الاعلام الاميركية, من قبل الصهيونيين» مع اشارات ضرورية الى ما تصدره
الملنظمات الصهيونية من صحف ومجلات ودوريات. وتنبع آهمية زاوية البحث من واقع أن جميع
الدراسات والابحاث الاعلامية العربية» وغير العربية» توّكد ان الصهيونيين في الولايات المتحدة
الاميركية يتمتّعون بنفوذ كبير, واحياناً هائلء أو انهم يسيطرون على وسائط الاعلام الاميركية. ووفقاً
لتقدير رويرت هيومان, في العام /1971ء فان نصف التوزيع المشترك للصحف الاميركية ملك لليهود
والصهيونيين9). وفي الدراسات السوفياتية حول الاعلام الاميركي وردت تقديرات حول ملكية
الصهيونيين في الولايات المتحدة الاميركية ما بين 50 الى ‎٠١‏ بالمئثة منها. كتب بوريسوفء «ان الدوائر
الصهيونية المالية» والسياسية: تحتكر ملكية؛ أى تفرض رقابتها على معظم وبسائط الدعاية والاعلام
الجماهيري في الولايات المتحدة الاميركية»(). وحسب تقدير آخرء فان صهيونيي الولايات المتحدة
الاميركية يسيطرون على ‎٠١‏ بالمئة 5 المطبوعات القومية العامة في الولايات المتحدة الاميركية و10
بالمثة من اجمالي البرامج التلفزيونية!”"). وفي واحدة من الشهادات الصهيونية حول الموضوع. قالت
صحيفة «جويش كرونيكل» الصهيونية البريطانية بتاريخ ‎:15748/١/٠5‏ «ان البرجوازية اليهودية
الكبيرة تسيطر على نصف الصحف ولمجلات الصادرة في الولايات المتحدة الاميركية؛ وعلى نصف
محطات الاذاعة؛ وربع نقاط الصحف والمجلات والوكالات الصحفية الاميركية»().
تساهم الارقام السالفة في تكوين وجهات نظر سياسية, واعلامية, متضاربة في تقييم وزن الدور
الصهيوني في وسائط الاعلام الاميركية. فمن الوجهة السياسية, يجرى. احياتاًء تصوير الولايات
المتحدة الاميركية وكأتها «ضحية» للضغط الصهيوني» ونه لولا سيطرة الصهيونيين الاقتصادية,
والسياسية: والاعلامية» في الولايات المتحدة الاميركية؛ لما كانت السياسة الاميركية في الشرق الاوسط
على ما هي عليه من معاداة العرب والوقوف الى جانب الكيان الصهيوني. وفي مقابل هذا الرأي, تقف
ا ة النظر القائلة ان صهيونيي الولايات المتحدة الاميركية يلعبون دوراً محدودا جدا » في هذا البلدء
مركز ضغط من بين مراكز ضغط اميركية أخرى. . ولا يتميّزون بخصائص تمنحهم قوة إضافية.
0 مايكون الدور الصهيوني ملحقاً بالسياسة الامبريالية العامة للولايات المتحدة الاميركية.
ويمكن القول ان كلا وجهتي النظر تغفلان: كل من زاوية معيّنة» ان دور الصهيونيين في وسائط
الاعلام الاميركية لا يمكن مقارنته بدور أيّة مجموعة سلالية أى عرقية اميركية. وانه نابع من موقع
هؤلاء في الاقتصاد الاميركي؛ ومن عوامل سياسية وتنظيمية أخرى. ولا ريب» فان الانطلاق من
الفرضية القائلة برؤية واقع موجود وهو انحياز أجهزة الاعلا م الامبركية الى جانب اسرائيل
والصهيونية؛ لا يفسّر كل شيء, لأن كلمة «انحيان: هناء تفترض وجود هامش في الحياد لدى وسائط
الاعلام الامبيركية, وانها تنحاز الى جانب اسرائيل جرّاء الروابط التقليدية بين الولايات المتحدة
الاميركية واسرائيل؛ وبالتتيجة فانها ليست أدوات صهيونية. ووققاً لهذا الفهم لا يمكن تفسير
مضامين الكثير من الجداول الواردة في الابحاث حول الاعلام الاميركي, والتي تؤكد وجود مواقف
ثابتة ونمطية؛ وذات طايع عنصريء ضد العرب في الغالبية العظمى من وسائط الاعلام الاميركية: بما
في ذلك العرب من حلفاء الولايات المتحدة الاميركية. كما لا يمكن تفسير لماذا لا ترى أجهزة الاعلام
الامبركية صورة العرب على شاكلة الصورة النمطية للاتراك, أو الباكستانيين, أى أي شعب آسيوي,
أى افريقي آخر؟ يعزى اليعض هذا الى عوامل ثقافية وتاريخية» من قبيل تاريخ صراع الاسلام مع
الصليبية الاوروبية» والارث الذي تركته الحروب الصليبية: والاثر الذي تركه الاستشراق الغربي في
تكوين الصورة النمطية عن العرب التي يؤمن بها رجال الاعلام والثقافة الاميركيين. ويرى البعض
الآخرء ان تركيز وسائط الاعلام الاميركية على إظهار صورة العربي بدوياً هائماً في المسحراء,
كا شؤون فلعطيزية العدد 755 ‎217١‏ نيسان ( أبريل ‎ )‏ أيار ( مأيى) 14557
تاريخ
أبريل ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17765 (3 views)