شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 6)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 6)
المحتوى
صبري جريس سححح
انتهاء عملية التصويت تجمع؛ لصالح كل قائمة, الاصوات كافة التي حصلت عليها في انحاء اسرائيل
كافة. ومن لم يحصل في تلك القوائم على ما نسبته ‎١,5‏ بالمئة (حتى الانتخابات السابقة كانت النسبة
‎١‏ بالمثة) من المجموع المطلق للاصوات الصالحة يسقط من الحساب ولا يحصل على أي مقعد في
الكنيست وتذهب اصواته هدراً؛ بينما يتم توزيع مقاعد الكنيست ال ‎١١١‏ على القوائم الباقية؛ وفق
طريقة تقسيم غريبة تعمل؛ الى .حدّ ماء لصالع الاحزاب الكبيرة.
أمًا شروط ترشيح قائمة أوحتى شخص ما للمشاركة في الانتخابات فأنها سهلة نسبياً؛ اذ يكفي
ان يحصل الشخص أو الجهة التي تنوي ترشيح نفسها على تزكية بضعة آلاف من أصحاب حق
الانتخاب, وتدفع وديعة بمبلغ غير كبير للجنة الانتخابات المركزية؛ وان تلبّي شروطاً قانونية معيّنة , لكي
يدرج الاسم الجديد بين القوائم المرشحة للانتخابات.
ومن الواضح ان هذا النظام الانتخابي, بالشروط السهلة التي يضعها للمشاركة في الانتخابات,
يغري الكثير من التجمّعات الصغيرة, واحياناً الافراد» لتجربة حظهم وخوض معركة الانتخابات: علّهم
يحصلون على «شيء ما». ففي الانتخابات السابقة؛ مثلاًء التي أجريت في العام ‎:١15/84‏ شاركت 51
قائمة انتخابية, فازت ‎١١5‏ منها بمقاعد في الكنيست. أمّا في الانتخابات الاخيرة» فقد شاركت 0
قائمة؛ فازت ‎٠١‏ منها بمقاعد. وكان الوضعء في هذا الصدد, مشابهاً. بصدورة أو بأخرى؛ في كافة
الانتخابات السابقة للكنيست؛ منذ انشائه, وعقد الانتخابات الاولى له في العام 1545. ومنذ ذلك
الوقت وحتى الانتخابات ما قبل الاخيرة (العام 198/4)؛ ارتفع عدد الناخبين من ‎١‏ ؛ الفا الى
‎"0٠٠٠‏ شارك منهم في الانتخابات, دائماًء أكثر من ثلاثة ارباعهم. أمّا الاصوات غير
الصالحة؛ فقد تراوحت نسبتها بين ‎٠,5‏ و؟,؛ بالمثة (ولم تنشرء حتى الآن؛ المعطيات الررسمية المفصّلة
حول الانتخابات الاخيرة) .
ولقد ساعد هذا النظام الانتخابي على بقاء اسرائيل؛ منذ اقامتها وحتى اليوم؛ كياناً سياسياً
متعدد الاحزاب؛ لم يحصل فيها أي حزب؛ ول مرة واحدة؛ على أكثرية برلمانية, تمكُنه من الحكم
لوحده. وبالتالي؛ كانت الحكومات الاسرائيلية, دائمأ وأبداً» ائتلافية» تضم أكثر من حزب أو كتلة
برلانية تشكل, مجتمعة, أكثرية تحظى بالثقة البرئانية وتمارس الحكم على اساس ذلك. ومن هناء
فان الحديث عن فشل او نجاح حزب ما في الانتخابات الاسرائيلية لا يعني حصوله على الاكثرية في
الكنيست» وهوما لم يحصل ابدأ» كما اشرنا, أوفشله في ذلك؛ بل يعني حصول مجموعة من الاحزاب»
متوافقة في ما بينها؛ بقدر ما يمكن ان يكون التوافق بين احزاب مختلفة؛ على أكثرية؛ تمكّنها؛ مجتمعة,
من الاتفاق على تشكيل حكومة يمكن ان تكتب لها الحياة؛ وتستطيع تأدية مهامها بصورة مقبولة, من
دون ان تتعرّض لهرّات برلمانية ومشاريع طرح ثقة كل اسبوع.
وكان هذا ما حدث؛ بالضصبط. في الانتخابات الاخيرة. فنتائج هذه الانتخابات لم تسفر عن تغيير
كبير في ميزان القوى عامة بين التيارات السياسية المختلفة في اسرائيل؛ ان ان حدّة الاستقطاب لا تزال
على ما كانت عليه وتبدى اسرائيل مقسّمة, عموماً, مناصفة بين يسار ويمين» والكل حسب المفاهيم
الصهيونية بالطبع. فقد ارتفع, حقاً. عدد نواب العمل من 6" نائباً في الانتخابات السابقة الى 44
نائباً حالياً. بينما انخفض عدد نواب الليكود من ‎4٠‏ الى 1" نائباً» ولكن الاصوات التي خسرها الليكود
اتجهت نحو احزاب أخرى لا تقل يمينية وتشدّدا عنه. الا ان العبرة لااتكمن اساسا هناء بل في النتائج
النهائية؛ التي اسفرت عن حصول ‎١‏ أحزاب؛ هي ميرتس ‎١2(‏ مقعداً) والشيوعيون (" مقاعد, وكل
نوابهم هذه المرة من العرب), والقائمة العربية برئاسة عبدالوهاب دراوشة (مقعدان) على ‎١1‏
ءِ شوم فلسطفية العدد ١1؟ ‏ 117: سزيران ( يونيى ‎ )‏ تمون ( يوليو ) 15311
تاريخ
يونيو ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10641 (4 views)