شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 8)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 8)
- المحتوى
-
صبري جريس جح
هذين التيارين الصهيوتيين الرئيسين؛ العمل واليمين, » علي مأ كانت عليه مئذ نشويها . فالتفاعل الدائم
ومجابهة المشاكل المشتركة والاشتراك في الحكم سوية إن لفترات محدودة؛ ووفاة الزعماء القدامى
في كلا المعسكرين, وظهور أجيال وتبلور «قيّم» جديدة, ادّت كلها الى تقليص الفجوات, في هذا الصدد,
على أكثر من صعيد ولي اكثر من ناحية. بل راح كل واحد من التيارين يتخذ مواقف مشابهة للفريق
الآخضر, وإن كان كل منهما يعرضها على طريقته. ويحلى لبعض الخبثاء من المؤرخين الصهيونيين
القول؛ ان الفرق بين التيارين وزعمائهما يتلخّص في ان فلاديمير جابوتينسكي هو الذي كان يطلق
النظريات الصهيونية ودافيد بن - غوريون: الزعيم العمالي, هى الذي كان ينفذها ٠ وفي مرحلة لاحقة:
راح بعض الناقمين من بين الصهيونيين يعرّفون العمل على أنه «الليكود ب». وايّاً كان, على كل حال»
مدى الصحة .في هذه الاقوالء ينبغي التأكيد؛ على الرغم من ذلكء ان هنالك فوارق أساسية؛ في
المفاهيم والفرضيات والمنطلقات؛ بين هذين التيارين؛ والتي لا بدٌ من الوقوف عليها وأخذها في الاعتبار
لفهم ما يمكن ان تكون عليه سياسة كل منهما.
ولعلٌ احدى نقاط الخلاف الاساسية؛ وريما أهمها علئ الاطلاق, كامنة في مفهوم كل من التيارين
للصهيونية واليهودية:؛ وا قلباً وقالباً وعلاقة ذلك ك يالارضص والشعب» ومن ثم الانعكاسات المتبادلة بين كل
هذه العناصر. فالعمل يريد اسرائيل دولة ديمقراطية: ذات أكثرية يهودية؛ وينبغي ان تبقى كذلك في أي
حال من الاحوال. ولذلك فانه عندما يجد نفسه بين خيار الشعب والارض» يفضل الاول. بمعنى انه
لا مائع لدى العمل من السيطرة على «أرض - اسرائيل» بكاملها وتحويلها الى دولة يهودية؛ اذا كان
ذلك ممكناًء وشرط ان تكون اكثرية سكانها من اليهود» وأن يضمن بقاء هذه الاكثرية في المستقبل
أيضاً . ولكن اذا كانت هذالك اجزاء من «أرض - اسرائيل» مأهولة بأكثرية عربية: لا يمكن التخلص
منهاء فانه يفضل التنازل» أو الابتعاد؛ عن تلك الأجزاء وسكانها أو على الاقل؛ الحرص على عدم
اعتبارها جزءا من الدولة البهودية, حتى لا تتهّد أكثريتها اليهودية؛ الآن» اى في المستقبل» ولا «يتلوث»
نقاؤها الحمنصري . والليكود؛ على العكس من ذلك تماماً ! اذ يعتقد انه لا بدٌ من السيطرة اليهودية على
«أرض - اسرائيل» بكاملها وتحويلها الى دولة يهودية, من دون أن يعبأ كثيراً يوحود أكثرية عربيهة ة هنا
و هناك؛ آمل ان يستطيع حل هذه المشكلة مع مرور الوقت, اما بترحيل السكان العرب أو أكبر عدد
منهم, أو تحويل اليهود هناك الى أكثرية .ومن هناء وبيذما رفض الليكود, دائما وأبداًء ٠ المشاريع الداعية
الى تقسيم فلسطين كافة؛ معارضاً تسليم اجزاء من «ارض - اسرائيل» للغرياء: كان العمل؛ عموماً.
على استعداد للتعاطي مع تلك المشاريع » والانطلاق منها لتحسين المواقيع والمنافع المسهيونية. ويجد
هذا الخلاف الاساسي والجوهري بين التيارين تعبيراً واضحاً عنه؛ حالياً. ٠ في موقف كل منهما من اقامة
المستوطتات اليهودية في الارض المحتلة العام ١1971 . فالليكوب يعتبر اقامة مثل هذه المستوطنات عمللا
«وطنيا» من الدرجة الاولى, هدفه بسط السيطرة اليهودية؛ تدريجياًء ٠» على تلك المناطق واستيعابها
وضمّها نهائياً الى اسرائيل. اما العمل فأنه يعارض هذه النظريات؛ بشدة:؛ ولا يؤمن بهاء بل ان بعض
التيارات داخله؛ وإِنْ كانت اقلية؛ تعتبر اقامة مثل تلك المستوطناتٍ بمثابة كارثة على المدى البعيد.
والسبب هو ان اولئك يعتقدون ان مثل هذا النشاط سسيؤدي الى ربط الارض المحتلة باسراثيل في صورة
يصعب تغييرهاء بحيث ستبقى هناك, د ائمأ وابدأ أقلية كبيرة تعد مئات الآلاف »قد تتحول؛ مع مرور
الوقت ويفضل الزيادة الطبيعية الى أكثرية» تعدٌ بالملايين؛ مما سيؤثر, في النهاية» على طابع اسرائيل
ويحوّلها الى دولة ثنائية القومية: إِنْ شاءت ذلك أو ابت. وعندثذ, تكون الصهيونية فقدت باليد اليسرى
ما كانت حققته باليد اليمني.
والواضح. ان خوف جرب العمل من العواقب المترتبة على اقامة المستوطنات عشوائياً في
5 شوون فلسطؤية العدد 7١ 717, حزيران ( يونيو ) تموز ( يوليى) 1551
22111--1221220200922727222227276©27-7 0 سس - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 231-232
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)