شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 11)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 11)
- المحتوى
-
هب حول نتائج الائتخابات للكنيست الثالث عشر...
8 مع ترك الباب مفتوحاً» قدر الامكان, لاحتمالات تحسين الاوضاع في المستقبل.
وما لا شك فيه؛ ان عودة العمل الى الحكم خلق في اسرائيل واقعاً سياسياً جديداً يختلف. في
نواح عدّة, عن ذلك الذي عهدناه حتى الآن؛ خصوصاً خلال السنوات الاخيرة. فالفروقات الواضحة
في وجهات النظر والمواقف بين العمل والليكود لا تنحصي في نهاية الامر في الاطار النظري فقطء بل ان
لها انعكاسات سياسية بعيدة المدى, سيكون لها تأثيرها على عملية السلام الجارية في المنطقة. ولا
: شك اننا سنشهد تأثير ذلك على المواقف والأداء الاسرائيليين عامة من الآن فصاعداًء في أكثر من
ٍ مجال.
ولعلّ اول وأبرز ما يمكن توّعه من تغييرات؛ في هذا الصدد؛ هو مبادرة الحكم الجديد الى تحسين
العلاقات مع الولايات المتحدة الاميركية من جهة؛ وترميم صورة اسرائيل في العالم عامة من جهة
أخرى؛ بعد , الثلفء الذي اصابهما نتيجة لسياسات ومواقف الليكود المتشنجة. فخلال السنوات
الاخيرة من حكم الليكود» وبصورة أكثر دقة, من بداية عملية السلام في المنطقة, توبّرت العلاقات بين
الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل بصورة ملحوظظة, كان من نتائجها رفض واشنطن. وفي سنة
انتخابات رئاسية, طلبات مساعدة قدّمتها اسرائيل. بل ظهر من حيثيات الرفض وكأنه ما دام هنالك
شخص كشامير في رئاسة .حكومة اسرائيل» فان هذه المساعدات لن تقدم ابداً. وغني عن القول» انه
لوكان العمل في السلطة لما سمح بتدهور العلاقات الاسرائيلية الاميركية الى هذا الحد, لمعرفته مدى
اهمية الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة الاميركية؛ بالنسبة لاسرائيل؛ من جهة؛ ولادراكه,
أكثر من الليكوب بالطبع, أن «الامبراطورية» الاسرائيلية؛ على الرغم من قوتها و«عظمتها», لا تستطيع
ْ الاستفناء عن خدمات الاميركيين» ولا مناكفتهم, على المدى البعيد» ما قد يجرّه ذلك من عواقب وخيمة »
١ سياسياً واقتصادياً. ومع عودة العمل الى الحكم في اسرائيل؛ ينبغي ان نتوقع انه سيبذل كل ما في
ا 1 جبسده لازالة هذا التوتسر والعودة بالعلاقات بين الطرفين ل م ما كانت عليه سابقاً, وفق الظروف
1 والمعطيات الجديدة, بالطبع. ولا يعني هذاء مثلاً, ان تعود اسرائيل لتقبل كل ما تطرحه الولايات
المتحدة الاميركية؛ اذ سيكون هناك؛ كالعادة, خلافات في المواقف ووجهات النظلر, واخذ ورد .ولكن
شيئاً واحداً يبدو واضحاً للغاية؛ وه ان حكومة اسرائيلية برئاسة العمل ستبذل كل ما في ويسعها
لتحسين علاقات اسرائيل مع الولايات المتحدة الاميركية وتقليص فجوة الخلاف بين الطرفين» وربما
محاولة العودة الى سياسة التحالف السايقة في ما بينهما. واستنادأ الى مواقف العمل وسياساته؛ بل
ومنطلقات رابين بالذات؛ لا يجوز الافتراض أن مثل هذه المحاولات ستفشل.
ولا تقف الامور, في هذا المجال؛ عند هذا الحد فقط؛ بل ربما تتعداه لتأخذ منحى أكثر خطورة.
كما حدث في الماضي أكثر من مرة. فعلى عكس فجاجة الليكود وفطرسته؛ يبدي العمل, في هذا الصدد»
مرونة وقدرة على المناورة؛ واستعد ادا للحوار والمساومة . . ولا يتردد, عادة, عندما يشيطر الى ذلك؛ الي
تقديم تنازل في نقطة ما ليحصل على مقابله في نقاط أخرى. وكثيراً ما يسعى للوصول الى «مذكرات
تفاهم» أو «أوراق عمل» مع الاميركيين. وف احدى هذه المرات؛ على سبيل المثال» خلال مفاوضات
فصل القوات على الجبهة المصرية الاسرائيلية في منتصف السبعينات؛ «اضطرت؛ حكومة العمل
الى تقديم «تنازلات كبيرة» للاميركيين » ومن ثم للمصريين, ولكنها طالبت الولايات المتجدة الامبركية, ٠ق
: مقابل ذلكء بالتوقيع على تعهّدات وضمانات لصالع اسرائيل في أكثر من مجال. وكان من بين هذه
الالتزامات الاميركية تعهداً يقضي بامتناع الولايات المتحدة الاميركية عن الاعتراف بمنظمة التحرير
ا الفلسطينية أو التعامل معها ما لم تعترف بحق اسرائيل في الوجود وبقراري مجلس الامن الدولي
ا العدد 777١ 7737, حزيران ( يونيى ) تموز ( يوليو ) 1197 لبون فلسطزية 5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 231-232
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 3448 (8 views)