شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 14)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 14)
- المحتوى
-
لتك
ضبري جريس ححح
برمتها, منذ بداية النشاط الصهيوني العملي في فلسطين. فمنذ لقاء وايزمان فيصل في أواخر العام
اذالم نعد الى ما قبل ذلك؛ وحتى اليوم» أي خلال ثلاثة أرباع القرن تقريباً. اتجهت السياسة
الصهيونية» خلال العهود والحقبات كافة؛ الى حل القضية الفلسطنية مع العرب» من خلال القفز على
الفلسطينيين وتجاهل وجودهم. وفي هذا المضمار, بذل الصهيونيون جهودأً كبيرة, في اوقات مختلفة,
ومع أنظمة ويجماعات وأجهزة وأفراد مختلفين؛ للوصدول الى اثفاقات و«حلول» معهم» من دون
الفلسطينيين. ومع نشوب الثورة العربية الكبرى في فلسطين, خلال الاعوام 1157 1555: ثم طرح
المشاريع المختلفة لتقسيم فلسبطين خلالها وني اعقابهاء تركز الاهتمام المسهيوني؛ وفي ما بعد
الاسرائيلي؛ على الاردن كشريك في الحل «ينوب» عن الفلسطينيين و«يمثلهم»؛ بل ويحل محلهم. وأسس
هذه السياسة التي تبلورت؛ منذ احتلال اسرائيل للضفة الفلسطينية وقطاع غزة في العام 1571, في
ما سمي «الخيار الاردني» لحزب العمل؛ والذي سخر الليكود منه كثيرا على أي حالء واضحة للغاية,
ولا تحتاج الى تعليق,
وبالمقارنة مع هذه السياسات القديمة تبدى «الثورة؛ في مواقف العمل؛ وذلك بقلب الطاولة راساً
علي عقب؛ والتركيز على الفلسطينيين اولاء ثم العرب, جلية للغاية. والواضح, ان السبب المباشر
والرئيس لذلك هو الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ سنوات في الأرض المحتلة. ويفسّر رابين؛ مثلاً,
هذا التغيير في موقفه شخصياً بقوله» ان الانتفاضة أعادت للسكان الفلسطينيين في الارض المحتلة
ثقتهم بأنفسهم, وجعلتهم يشعرون بأهميتهم الذاتية؛ وقدرتهم على أخذ زمام امورهم بأيديهم,
وبالتالي يفترض ان يكونوا أكثر قدرة على اتخاذ القرارات الهامّة او المصيرية وتحمّل تبعاتها. ونفسّر
نحن هذا التغيير في موقف رابين بأنه ناجم عن الفشل الذي منيت به اسرائيل عموماًء ورابين
خصوصاً, في التعامل مع الفلسطينيين ومحاولة استيعابهم. فقد بذلت اسرائيل جهودا كبيرة لطرن
الفلسطينيين من الشبابيك والطرق كافة, وبدا لوهلة كانها نجحت في ذلك, الى ان عاد اولثك اليها من
باب الانتفاضة الشاملة الواسع؛ وتحت سمعها ويصرها. ومن هناء كان لا بدّ؛ في نهاية المطاف» من
مواجهة الواقع والتخلي عن السياسات القديمة.
والى ذلك تجدر الاشارة» من ناحية ثانية, ان التغيير في مواقف حزب العمل؛ وبالمدى الذي تم
فيه ذلك؛ ليس «بريئأ» ولا «صافيأ»؛ اذ لا يزال مشروطاً وخاضعاً لقيود مختلفة. فحرب العمل لا يزال
يصرء مثلا؛ على ضمم القدس وتقوية الاستيطان اليهودي فيها وفي جدارها. كذلك لا يزال يصرّ على
الاحتفاظ بالاستيطان؛ بل وتقويته, على جدود الارض المحئلة في غور الاردن وهضبة الجولان . كما انه
لا يزال يرفض التعامل مع منظمة التدرير الفلسطينية ككل. صحيح ان هذه المواقف قد تتغيّر على
المدى البعيد, بل لا بد لها أن تتغيّر اذا كانت هذالك نيّة واستعداداً للوصول الى تسوية في الشرق
الاوسط. الا ان التشديد عليهاء في المرحلة الراهنة, ليس فيه ما يساهم في عملية الحل السياسي.
وعلى كل حال؛ ويا كان مدى التغيير الذي طرا على مواقف حزب العمل أوبعض شركائه في الحكم,
ومهما كانت النتائج التي يمكن ان يؤول اليهاء من الواضح ان ذلك كله يتم في اطار المصلحة
الصهيونية؛ ومن خلال مفاهيم «جديدة» لها. ووضع هذه النيات الجديدة على المحك واستخلاص
النتائج ومصاولة الافادة منها ودفعها نحو حل عادل للقضية الفلسطينية, لا يتعلّق فقط بنيّات
الاسرائيليين, بل أيضأً بقدرات الطرف الآخر, الفلسطيني والعربي, على التعامل معهاء وتجيير ما
أمكنه من «حسناتها» لصالحه.
ولِعلٌ هذا هو التحدّي الاكبر في المرحلة المقبلة.
1 فين فلصطؤية العدد 2-1١ حزيران ( يونيى ) تمون ( يوليى) 19917
5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 231-232
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22296 (3 views)