شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 20)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 20)
- المحتوى
-
ب رابين واستراتيجيات التفاوض
خلال المرحلة الانتقالية؛ على تقديم «انصاف حلول» في محاولة لاظهار ايجابيتها التفاوضية للعالم
مقارنة بحكومة الليكود السابقة من جهة, ولاحراج الجانب الفلسطيني تحديدأ وايقاعه تحت طائل
الضغوط الداخلية والخارجية لابداء المزيد من المرونة وتقديم «تنازلات مقابلة» من جهة ثانية . وسيعمد
رابين لانجاح هذه الاستراتيجية الى طرح برنامج «خطوط عريضة» يتعق بعموميات تختص بالمرحلة
الانتقالية, والتي ستبدو للعالم الخارجي وكأنها «نقلة نوعية» في مسيرة التسوية السياسية: في حين
انه سيشدّد خلال العملية التفاوضية على تكبيل العموميات بتفاصيل وجزئيات تفقدهاء بالنسبة
للفلسطينيين, الكثير من المضمون» بل وتجعلها مزالق مويجهة ضدهم؛ تستهدف الاحراج في حالة عدم
القبيل.
وفي هذا السياق؛ تتعدد الخطوات التي من الممكن ان تتذذها الحكومة الاسرائيلية. فعلى سبيل
المثال؛ يقمع هنا التفريق الذي يحاول ان يكرّسه رابين بين ما يسميه «مستوطنات سياسية»
و«مستوطئات امنية». وعلى أساس هذا التفريق» يطرح رابين «نصف حل» بالنسبة لعملية الاستيطان,
يقوم على تجميد «المستوطنات السياسية», وتكثيف عملية البنا في «المستوطنات الامنية». ويحاول؛
بمثل هذا الاقتراح, وضع الجائب الفلسطيني في مأزق حرج. فالرفض سيعتبر من قبل الكثيرين في
العالم تصملباً فلسطينياً في الوقت الذي تحتاج العملية التفاوضية الى المزيد من المرونة؛ خصوصياً وان
هذه الاطراف الخارجية تتجه نحو اعتبار ان ثمة تقدّماً ملموساً في هذا المجال. أمّا القبول فيعني؛ بكل
اختصارء منح الجانب الفلسطيني الشرعية لعملية الاستيطان.
وعلى المنوال نفسه, يمكن ان تبادر الحكومة الاسرائيلية الجديدة بمقترح لمنح «الحكم الذاتي»
على مراحل تبدا في قطاع غزة قبل الضفة الفلسطيتية؛ أو بتسليم الفلسطينيين سلطات محدّدة في
جوانب معينة قبل مجالات اخرى» أو بالشروع في اجراء انتخابات بلدية قبل الانتخابات العامة
للمجلس التشريعي. وقد يقوم رابين بخطوات مفاجئة؛ ولكن محسوبة؛ تستهدف احراج الوفد المفاوضص
من طريق.محاولة اجراء اتصالات مباشرة ومعمّمة على وسائل الاعلام مع بعض اعضائه؛ والاقتراح
باجراء مباحثات ومشاورات مباشرة في القدس تتعّق بشؤون عملية المفاوضات وانتقال بعحض
السلطات. وسيقع على الجائب الفلسطيني, اذا برزت مثل هذه الحالات؛ مسؤولية كبيرة وضغوطات
متعددة؛ إذ سيرى الكثير من الاطراف ان «انصاف الحلول», في هذه الفترة؛ تبقى أفضل بكثير من
عدم وجود حلول على الإطلاق.
ويجب التنبيه الى ان الائتلاف الحكومي بالمواصفات التي سعى اليها رابين سوف يمنده غطام
وافياً ومريحاً لعرض «اتصاف الحلول». قمن ناحية؛ سيعوّل رابين على توظيف حمائم حزيه واعضاء
حركة «ميرفس» من اليسار الصهيوني «بوابة تطمين» للفلسطينيين؛ اذ ستتصاعد حملات «الاقناع»
الاسرائيلية للجانب الفلسطيني, وتتكاثر الدعوات للسير قدماً في المفاوضات, والتركيز على ضرورة عدم
وضع عثرات في وجه التوصل الى اتفاق بشان المرحلة الانتقالية؛ وعدم طرح قضدايا «معقدة واشكالية»
الآن, وذلك ليتم الدخول في مرحلة «الحكم الذاتي» بأقصى سرعة . ومن ناحية أخرى سوف يتكىء رابين
على ضغط المعارضة اليمينية لتبرير عجزه عن تجاوز «أنصاف الحلول».
هكذا يفتع «الانقلاب السياسي» الذي وقع في اسرائيل نتيجة الانتخابات آفاقاً يجب عدم تجاهلها
في مجرى وفحوى العملية التفاوضية. غير ان التحديات التي جلبها هذا «الانقلاب» تحمل مخاطر على
الجانب الفلسطيني خصوصاًء والعربي عموماً مما يوجب الاستعداد الكامل للمرحلة التفاوضية
المقبلة التي سيتم, بالتأكيد, وفقاأ لاستراتيجيات جديدة.
العيد 751 . 777/ حزيران ( بونيى ) - تمون ( يوليى ) 1157 ليون فلسطاية 17 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 231-232
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10638 (4 views)