شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 22)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 22)
المحتوى
ب المفاوضات السياسية واحتمالات السلام
ان انهيار الاتحاد السوفياتي كنظام حكم سياسي جاء اثر فشل الاشتراكية كنظام انتاج
اقتصادي. وبسبب ارتباط نظم الانتاج والتوزيع الاقتصادية بالقاعدة التكنولوجية وعلاقات العمل
الاجتماعية والحوافز المادية؛ فان فشل النظام الاقتصادي كشف, في الوقت عينه, مدى تخلّف
القاعدة التكنولوجية وثفككك الروابط الاجتماعية وسيطرة الفساد على حياة المجتمعات الاشتراكية
بوجه عام. وهذ! أدّىء بدوره؛ الى دخول الشعوب والدول كافة؛ التي استقأت حديثا بعد انهيار
الاتحاد السوفياتي؛ في حالة من التراجع والضياع؛ وغياب القدرة على تعريف الذات العقائدية,
وتحديد أطر العمل الوطنية» خاصة الاقتصادية والاجتماعية؛ بما في ذلك علاقة الاكثرية بالاقليات
القومية والعرقية والدينية.
لقد جام انهيار الاتحاد السوفياتي في فترة شهدت ذروة القوة العسكرية الاميركية من ناحية,
وتراجع القوة الاقتصادية لها من ناحية أخرى. وهذا الامر دفع بها الى الاتجاه, بسرعة, نحى
استخدام القسوة العسكرية لتكريس وتعزيز المواقع السياسية, وتوظيف الامكانات العسكرية
والسياسية: معاًء لوقف عملية التراجع الاقتصادية. لقد جاعت حرب الخليج, في مطلع العام ‎115١‏
‏لتعلن تريّع الولايات المتحدة الاميركية على القمة الدولية ودخول معظم دول العالم وشعوبه عصر
الامبراطورية الاميركية.
إلى جانب ذلك؛ تشير حقائق انهيار الاتحاد السوفياتي كامبراطورية سياسية . عقائدية الى ان
القوة الاقتصادية والمصالح المادية قد أصبحت أهمٌ اسس العلاقات الدولية, وأبرز عوامل الوحدة
السياسية. واداة تنظيم اجتماعي على الساحة الداخلية. ولذلك كان تراجع الاقتصاد السوفياتي»
بمعدٌ لات قياسية؛ السبب المباشر لانهياره. كما كان الاندناء السوفياتي للارادة الاميركية, في اثناء
ازمة الخليج؛ نتيجة طبيعية لتزايد حاجة السوفيات للمعونات المادية.
واذا كان «تضارب المبادىء مع المصالح سيؤديء داثمأء الى انتصار المصالح», كما ذكر, ذاث
مرة, كارل ماركس؛ فان: هذا يعني ان تدهور الاوضاع الاقتصادية سيجعل من الصعب على الدول
التي استقلّت حديثاً. ومن بينها روبسياء اتخاذ مواقف مبدثية مستقلة في مجال العلاقات الدولية» وانه
في حال اتخاذها لمواقف من هذا القبيل فسوف تكون عاجزة عن ترجمة مواقفها الى قوة فعل حقيقية,
أقله لسنوات طويلة مقبلة.
ان انهيار الاتحاد السوفياتي؛ وظهور الدول الاوروبية والآسيوية المستقلة التي خضعت؛ في
الماضي, للشيوعية؛ ادّيا بدورهما الى زوال المعسكر الاشتراكي كقوة عسكرية وعقائدية. وبزوال ذلك
العسكر وما كان يجسّده من تحدّيات عسكرية وسياسية؛ أنتهت الحرب الباردة, وأعيد تأسيس
العلاقات الدولية على اسس مصلحية لا عفائدية.
واذا كان انهيار الاتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة قد ساهما في ازالة اهم العقبات التي
حالت؛ في الماضي. دون نجاح دول المعسكر الراسمالي في تحقيق أهدافها السياسية والامنية الرئيسة
يي الساحة الدولية:؛ فان اعادة تأسيس العلاقات الدولية على اسس مصلحية ادّت الى احتدام
التنافس بين دول الغرب الصناعية في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية. وفي الواقع؛ كان زوال
الخطر السوفياتي بمثابة ازالة أهم عناصر الوحدة التي ساهمت, بفاعلية؛ في تقارب وتماسك دول
المعسكر الرأسمالي لاكثر من أربعة عقود متتالية. ولقد نتج عن ذلك اعادة فتع بعض الملقّات القديمة,
واعادة احياء بعض المشاعر المعادية, خاصة بين الولايات المتحصدة الاميركية واليابان»
العدد 27817, حزيران ( يونيى ‎ )‏ تموز ( يوليى) 1137 لون فلسطيزية 14
تاريخ
يونيو ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7240 (4 views)