شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 32)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 32)
- المحتوى
-
د. محمد عبدالعزيز ربيع
دورة؛ عموماًء ضمن دائرة ضيّقة للغاية» هي دائرة التأثير والضغط المبني على العلاقات الخاصة بين
الوسيط وكل طرف من أطراف النزاع. وبسبب ما يسود العلاقة الاسرائيلية الاميركية من محظورات
لم تستطع الادارة الاميركية القيام بالضغط على اسرائيل» أى حتى بلورة موقف اميركي من عملية
المفاوضات والسلام المستهدف. وفي المقابل» بسبب ضعف الموقف العربي وعدم قدرته على استخدام
أوراقه للضغط على اسرائيل أو على الادارة الاميركية؛ انعدمت القدرة العربية على اخذ زمام المبادرة
أو وضع المفاوضات ضمن اطار قانوني أو سياسي صحيح. نتيجة لذلك تعدّرت المفاوضات حيث فشلت
الجولات الثلاث الاولى في تحقيق أي تقدّم ملموس في طريق الحل والسلام.
ان تمتّع اسرائيل بقوة عسكرية كبيرة ومكانة خاصة لدى الولايات المتحدة الاميركية من جهة,
وضعف الموقف العربي على الساحتين الاقليمية والاميركية من جهة ثانية, مكٌن اسرائيل من اخذ زمام
المبادرة وادخال كل الاطراف المعنيّة في دوامة من الخطابات والاتهامات غير الهادفة. وفي غياب الاطار
المرجعي؛ وعدم قيام الوسيط الاميركي ببلورة قائمة, من المبادىء المتفق عليها لتوجيه المفاوضات,
أصبح من الصعب؛ ان لم يكن من شبه المستميل ان تنجح عملية السلام الحالية في تحقيق أهدافها
المرجوة. وهذا يفرض اعادة نظر في اسس عملية المفاوضات وفي مساراتها الرئيسة؛ وفي أطرها
ومراحلها ودور الاطراف المعنية بها,
ان تناقضش الاهداف العربية مع الاهداف الاسرائيلية من ناحية»؛ وعدم توافق أهداف الطرفين
مع الاهداف الاميركية من ناحية أخرى؛ جعل من الصعب تهديد اطار, وأهداف, عملية التفاوض
الحالية بدقّة. ان بينما تصيرٌ الاطراف العربية المعنيّة بعملية التفاوض على تحديد هدفها الرئيس في
تحقيق الانسحاب الاسرائيلي الكامل من على الاراضي العربية المحتلة مند العام 1571, تسعى
اسرائيل جاهدة الى تطبيع العلاقات مع أكين عدد ممكن من الدول العربية بناء على معطيات الامر
الواقع ومن دون التخلي عن الاراضي العربية المحتلة. أمّا الولايات المتحدة الاميركية؛ فانها راغبة في
تحقيق نوع من الاستقرار في المنطقة بناء على ترتيبات سياسية وأمنية واقتصادية جديدة تقوم على
تكريس الامر الواقع وثثبيت موازين القوى القائمة. | |
في ظال هذه الحقائق» جاءت الدعوة لمؤتمر مدريد ومؤتمر موسكو ولاجتماعات واشنطن. وهذا جعل
واشنطن تقوم بالدعوة لبدء عملية التفاوض بناء على أسس غير واضحة؛ ومن أجل تحقيق اهداف
عامة, وتبعاً لمسارين تفاوضيين استهدفاء تجزثة الموقف العربي؛ والفصل بين هدفي الانسحاب
والتطبيع؛ واعطاء الارلوية للهدف الثاني على حساب الهدف الاول.
أشارت رسائل الدعوة للمشاركة في عملية السلام الى اعتماد قرار مجلس الامن الدولي الرقم
67 أساساً لتلك العملية, كما قامت با مناداة بتحقيق سلام شامل في المنطقة من دون تحديد مكوّنات
السلام المستهدف. ولقد تعرّض القرار ”24 للتأويل والتفسير واعادة التفسير من قبل اسرائيل وبعض
الاطراف المساندة لها. وبسبب الانحياز الاميركي السافر والمتواصل لجانب اسرائيل؛ وقفت الولايات
المتحدة الاميركية في الماضيء ضد كل الجهود العريية وغير العربية التي حاولت تعديل ذلك القرار
وايضاح الجوانب التي تعرّضت للتأويل. كما تغاضى الموقف الاميركي عن المغالطات الاسرائيلية
الخاصة بمحتويات ومدلولات القرار ؟4؟ ليلغي؛ فعلياًء دور ذلك القرار كأساس للمفاوضات وكاطار
مرجعي لعملية السلام. وهذا جعل بامكان الاطراف المعنيّة الدخول في عملية التفاوض بأهداف
متناقضة: ومن دون أرضية مشتركة من المشاهيم؛ كما جعل بامكان الولايات المتحدة
0 بون فلسطيزية العدد 71١ 5113/ حزيرآن ( يونيي ) تمون ( يوليى ) 19141 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 231-232
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11202 (4 views)