شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 68)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 68)
- المحتوى
-
احمد عبدالحق ححح
المحتلين واعداً وقفه, إذا ما استطاع تشكيل الحكومة الجديدة. وتعتبر هذه الاضافة تغييراً جذرياً
يخترق دائرة مواقف الحزب التقليدية من هذه المسألة, وتحديداً؛ دعم وتطوير «الاستيطان الأمني».
وربما ينطوي هذا الموقف على ريح انتهازية سياسية؛ كونها تستحث دعمأ وتضامناً خارجياً بغية
تحقيق استثسار سياسي آأني محدود؛ إذ يجاول رابين التكيّف مع موقف الادارة الاميركية بشان
ضسانات القروض البسالغة ٠١ مليارات دولار لاستيعاب المهاجرين اليهود الجدد. وهي قضية
تضائرت؛ لاحقاًء مع عوامل الخرىء أملاً في ان تثمر نتائج الانتخابات التشريعية المبكرة عن حكومة
جديدة برئاسة رابين أو عمالية مع احزاب صغيرة. علمأ ان الموقف الاميركي, في هذا المضمار, بدا
حتى مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الاوسط ملتبساً؛ ان دعمت الولايات المتحدة الاميركية قرارات
لمجلس الامن الدولي» واعتبرت النشاط الاستيطاني الاسرائيلي عملاً غير مشروع؛ يجب وقفه وتفكيك
المستوطنات القائمة, مثل القرار الرقم 10 بتاريخ ١/؟/ 158؛ بل ظل الخطاب السياسي للادارة
الاميركية يصف هذا النشاط بأنه «عقبة في طريق السلام».
آثارت مقولة رابين تساؤلات؛ ربما بدت ساذجة؛ حول امكان فصل.ما هو سياسي عمًا هو أمني,
خاصة في الحالة الاسرائيلية. فقد شهدت الاعوام الاولى للاحتلال ١5717( 19170) تركيزاً
استيطانيياً حول مدينة القدس وهضبة الجولان؛ إن «كانت ضواحي القدس معروفة للعامة
باسم ' إسكان مشروع روجرز' ؛ مما يشير الى أن بناء هذه المساكن كان يهدف الى استباق اميركى
في ممارسة الضغط على اسرائيل لكي تترك القدس الشرقية»!*'). كانت باكورة السياسات العمالية إزاء
الارض المحتلة؛ إذأء استيطان سياسي. وقد تكررت السياسات والمواقف ذاتها بصيغ جديدة أو تغيرت
شكلاً لكنها ابقث على المضمون ذاته. حيث تجِسّدت هذه الحقيقة عبر سياسات رابين نفسه خلال
توليه منصب رئيس الوزراء في أواسط عقد السبعينات. حينها كان على خلاف مع وزير الخارجية
الامييكية الاسبق؛ هنري كيسنجر, حول ضرورة اجراء فك اشتباك محدود علي الجبهة الاردنية» يمئٌن
كيسنجر من نسف نتائج قمة الرباط العربية وقراراتها اعتبارم.ت.ف. الممثل الشرعي الوحيد للشعب
الفلسطيني وصولا الى انهاء القضية الفلسطينية؛ لكن رابين هرب الى غوش ايموئيم وقدم لها
التنازلات, حيث انطلقت؛ آنذاك؛ المستوطنات الحضرية؛ معلنة مرحلة التحوّلات النوعية في النشاط
الاستيطاني.
وقد تكرّر المنطق ذاته تقريبأًء الذي استند اليه المستوطنون وشارون حيئما كانوا يستقبلون بيكر,
أثناء جولاته المكوكية تمهيدا لمؤتمر مدريد, بالاعلان عن انشاء مستوطنة جديدة. فالاستيطان لدى
الحزبين» وبمعزل عن خلافاتهما الايديولوجية, هو السلاح الفعّال, من وجهة نظرهماء القادر على خلق
حقائق امر واقع, إذا ما شعرث تل ابيب أن بوادر تلوح في الافق مشيرة الى امكانية صغ مشاريع
حلول قابلة للتنفيذ:
راى دروبليس انه «في ضوء المفاوضات الجارية حول مستقبل [الضفة الفلسطينية] يصبح لناء
الآن ان تتسابق مع الزمن. ففي هذه الفترة سيتقرر كل شيء بصورة اساسية بفضل الحقائق التي
نوجدها في هذه الاراضي والى درجة اقل نتيجة أي اعتبارات أخرى». لذلك؛ وحسب خمته الشهيرة
يجب «التعجيل ببناء المستوطنات على نطاق واسع... [و] يجب وضع اليد فور على الاراضي التي
تمتلكها الدولة والاراضي الجرداء غير المزروعة,(57),
وبالطبعء» يتجاهل هذا المسطق قرارات الشرعيسة الدولية؛ عموماً. وقرارات مجلس الامن
515 نشؤون فلسسلزية العدد 75١ 559 حزيران ( يونيى ) - تموز ( يوليو) 1555
سم بوجو جربل ا التاقة... - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 231-232
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10641 (4 views)