شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 8)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 8)
- المحتوى
-
الديمقراطية الفلسطينية ف الممارسة
وبالطبع: بات معروفاً. على نطاق واسع؛ ما آل اليه شأن الشعب الفلسطيني عشية انقضاء
النصف الاول من هذا القرن. لقد ابتلى شعب بأسره بنكبة ماحقة لم يتعرض اثلها شعب أخر في
التاريخ الحديث» فخسى دقعة واحدة» وفي وقت قصير كل ما كان قد بناه من مكوّنات كيانه الوطني
وحياته العامة؛ وفقد أكثر من نصف هذا الشعب أرضه ذاتها ووجوده ذاته على هذه الارض ومصادر
رزقه. ولم تتمزق أرض الوطن ويلغى كيانه فحسب, بل تمرّقت جموع مواطنيه؛ فتشرد بعضها في الدول
المجاورة» واخضع من بقي منها على أرض الوطن لهيمنة سلطات متعدّدة لم يكن للشعب الفلسطيني
أي دخل في اختيار أي منها. وتضافرت عوامل كثيرة: معروفة؛ أدت الى ان ينحدر وضع هذا الشعب
من التطلع الى تحرير وطنه وتطوير كيانه نحو الاستقلال التام الى ما دون الصفر في كل شيء؛ في الشأن
العام كما في الشأن الخاص.
نتائج النكبة: الشتات وتآثيراته
أدّت التكبة, بين ما أت اليه» الى تشتت جموع الشعب الفلسطيني وتوزع ابنائه بين مقيم
ولاجىء؛ د اخل الوطن وخارجه. والذين بقوا على أرض الوطن. المقيم منهم واللاجىء, تونّعُوا على ثلاثة
تجبّعات منفصلة وخاضعة لظروف وبسلطات مختلفة . فكانت من هؤّلاء الاقلية المغلوبة على أمرها كلية
التى بقيت في اسرائيل واخضعت لأقسى أنواع الحكم العسكري مجردة من الحقوق القومية ومفتقرة
الكثير من الحقوق الانسانية. وضم قطاع غزة, ذلك الشريط الساحلي الرملي محدود المساحة, الجماعة
التي تشكّلت أغلبيتها من الذين لجؤوا الى القطاع بالاضافة لسكانه, فاكتظ بها القطاع «الضيّق
والمعزول. وقد رضخت هذه الجماعة لأنظمة الادارة المصرية العسكرية» وعانت» فضلا عن الاكتظاظ
في السكن, من فقدان موارد الرزق ونقص فرص العمل وغياب أى تغييب الكثير من حقوق الانسان»
واخضع الناس فيها للمراقبة والقمع والملاحقة من قبل أجهزة ليست مستبدّة وقاسية فحسبء بل
شديدة التخلّف أيضاً. وفي الضفة الفلسطينية؛ احتشد اللاجئون والسكان في ظروف يبدى الحديث
فيها عن حقوق الانسان أو عن الديمقراطية ترفاً عزيز المنال, وخضع الناس للحكم الملكي المطلق الذي
عرفه الاردن حينذاك؛ حيث كان محظوراً عليهم أي نشاط سيامي أو ثقافي أو اجتماعي مستقل عن
رخبة السلطة. أمّا خارج الوطن, فنشات, بالاضافة للعدد الكبير الذي لجأ الى شرق الاردن وعانى ما
عاناه سكان الضفة الاخرى, مجموعات متمايزة للاجئين الفلسطينيين: اثنتان منها كبيرتان» ف لبنان
وسورياء وأثنتان صغيرتان في مصر والعراق. ووجدت جماعات فلسطينية أخرى طريقهاء آنذاك أو
بعد, الى بلدان أبعد. وكان بعيداً عن الامل ان يتمتع ناس هذه المجموعات بأكثر 0
الديمقراطية التي يتمتع بها مواطنو هذه البلدان. ويعرف الجميع الحال الذي كان سائداً في البلدان
العربية. بل ان الامر 3 حال لبثان ومصر بدا أسوأ من ذلك؛ اذ حرم الفلسطينيون من حقوق كثيرة
متاحة للمواطنين في هذين البلدين: وحرموا بصورة خاصة:» من الحقوق السياسية: وضيّقت عليهم
فرص العمل. وفي سورياء وحدهاء ساوى القانون بين اللاجىء السياسي والمواطن السوري
في الحقوق والواجبات» مستثتياً الفاسطينيين من ممارسة حق الانتخاب وواجب الخدمة الالزامية في
الجيش.
وزاد في الطين بلّة, ان فرص الاتصال بين التجمّعات الفلسطينية المتعدّدة ضاقت كثيراًء بسبب
أنظمة السفر المعمول بها في الدول العربية والتي تقيّد حرية ية مواطنيها في الانتقال من يلد الى آخر؛
وزاد في تضييقها الانظمة التي شرّعت خصيصاً ضد تنقّل الفلسطينيين بين هذه البلدان والتي
العدد 75 775 آب ( اغسطس ) أيلول ( سبتمبر) 1537 لون فلسطزية 37 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)