شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 11)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 11)
المحتوى
فيصل حوراتي سس
مختلفة. وظهرت مبادرات عربية دفعت في هذا الاتجاه. وكان من اصحاب هذه المبادرات الأوائل
العراق ومصر وسوريا. وبالاجمال, أراد الفلسطينيون كياناً يباور هويتهم الوطنية ويستوعب تضالهم
لتحرير الوطن» وأرادت الدول العربية؛ غير القادرة على قهر الارادة الفلسطينية؛ كياناً يستجيب لهذه
الارادة» ويمكّن هذه الدول؛ في الوقت ذاته, من ضبط حركة الكيان المأمول حتى لا تشكل عيئاً عليها.
وحصيلة تقاطع الارادتين» العربية والفلسطينية الخاصة:. تغلّبت على معارضة المعارضين في الجانبين
ونشأت م.ت.ف. حاملة التأثيرات المتباينة للارادتين» وما في داخل كل منهما من تلوينات متعدّدة.
هنا نضع اليد على خصوصية أخرى من خصوصيات الوضع الفلسطيني انعكست تأثيراتها
الواضحة على بناء المنظمة وعلى الممارسات الديمقراطية داخلها. فقد نشا للفلسطينيين كيان تجسّدء
في الظروف التي أشرنا اليهاء في منظمة ليس لها سلطة على أي جزء من أرض الوطن: لا على الجزء
الذي قامت عليه اسرائيل ولا على الاجزاء الخاضعة لدول عربية: كما انها ليست لها أي سلطات مادّية
على أبناء الشعب الذي تمكّله الا السلطات القليلة التي توفرها لها أنظمة هذه الدول والتي لا يدق لها
أن تمارسهاء على كل حالء الآ باشرافها. وكان من الممكن, بالطبع؛ ان يجيء الكيان على هذا النحىى
وان يكون قوياً لى تحقق انسجام كامل بينه وبين الانظمة التي تعيش تجمعات شعبه في دولهاء أولو
توفرت لهذه الانظمة الدرجة الكافية من الديمقراطية التي تبيح ان تنشطم.ت.ف. بحرية. الا ان واقع
الحال عكس شروطاً مغايرة؛ فلم تتوفر لا في مصرولا في سوريا هذه الدرجة من الديمقراطية؛ ولا توفرت
الديمقراطية في أي من الدول الاخرى التي أيّدت قيام م.ت.ف.. واعترفت بها كممثل للشعب
الفلسطيني. أمَا في الدول التي عارضت قيام المنظمة؛ فقد انضاف تأثير غياب الديمقراطية الى
تأثيرات الصراعات العدائية مع المنظمة. زد على ذلك ان الرعيل الذي أسّس المنظمة وكان له الصوت
الاول النافذ قيهاء أو لنقل أن الناس الذين أباح تشابك الوضع العربي لهم ان يكونوا في طليعة
المؤسسينء كانوا من المتأثرين بالافكار القومية العربية السائدة؛ فلم يتنبهواء بدرجة كافية, الى أهمية
السلطة الوطنية؛ ولِم يجعلوا ممارستها في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة. على الاقل, من بين
أهدافهم. وقد اكتفى هؤلاء بحقيقة ان السلطات القائمة في هذين الجزئين من أرض فلسطين هي
سلطات عربية. فجعلوا جهدهم موجها لاستعادة الجزء من أرض فلسطين الذي تحتله اسرائيل.
حملت الصيغة الاولى ل م.ت.ف. تأثيرات هذه الظروف الخاصة؛ الشتات, ورضوخ المجموعات
المشتتة لسلطات متعدّدة: وغياب السلطة الوطنية, مثلما حملت تأثير الخلافات والتناقضات بين الدول
العربية. واعتمد المؤسسون أسلوياً جعلهم أقرب» من حيث مفاهيمهم الديمقراطية: الى الصيغ التي
سادت قبل العام 5/8 1 في اختيار ممثلي الجمهور, ومنسجمينء في الوقت ذاته, مع الاوضاع في الدول
العربية ذات التأثير على الفلسطينيين.
التعبير عن صيغ الماضي تجلى في الطريقة التي تشكّل بها المجلس التأسيسي أوما يسمّى بالمؤتمر
الفلسطيني الاول الذي تحوّل هى ذأته الى المجلس الوطني الفلسطيني الاول. فقد تشكّلت لجنة
تحضيرية علياء تبعت لها لجان تحضيرية في كل دولة عربية توجد فيها تجمّعات للقلسطينيين. وتولّت
هذه اللجان الاتصال بالذين امكنها الاتصال بهمء وأجرت ما تيسّر من مشاورات؛ وراعت؛ بقدر ما
استطاعت, الاعتبارات التقليدية للوجاهة والنفوذ بما فيها المنشا البلدي؛ وسمّت مندوبي المؤتمر على
هذا الاساس. وفي الانسجام مع اوضاع الدول العربية ورغيات سلطاتهاء تعمّد المؤسسون ان تكون
اللجان التحضيرية علنية؛ وان تحظى برضى السلطات التي تنشط في أرضهاء وجعلوا رغبة
1 لون فلسطزية العدد 57 878, آب ( أغسطس ) - أيلول ( سبتمين) 1557
تاريخ
أغسطس ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 1679 (13 views)