شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 16)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 16)
- المحتوى
-
الديمقراطية الفلسطينية في الممارسة
هيئات المنظمة حيث جرى تطوير بعض الأسس القائمة وابتكار أسس جديدة. وكان الاقرار
بالتعددية, في حد ذاته, هى الخطوة الكبيرة التي شالت كل الخطوات الاخرى؛ وكان الالتزام
الطوعى هى الوسيلة التى صانت المنظمة من تحول الخلافات فيها الى تناحرات عدائية. وكان
هذا وذاك هما البابين اللذين حصلت المنظمة عبرهما على أوسع تأييد شعبي يمكن لأي منظمة
ان تحصل عليه في ظروف الشعب الفلسطيني.
ومع دوام الظروف التي تحول دون اجراء انتخابات عامة للمجلس الوطنيء يل مع تفاقم هذه
اللروف بوقوع الضفة والقطاع في أسر الاحتلال الاسرائييء جرى الاقتراب من صيغ التمثيل
الديمقراطي الأصوبء وتحددت أسس جديدة لاختيار أعضاء المجلسء وكلها أسس تضيق بصيغ
الاختيار العشوائي أو المزاجي» وتدخل عامل الانتخاب في عملية الاختيار بمقدار أو بآخر. واتفق على
ان تتوزع مقاعد المجلس على أساس حصة لكل فصيل فدائي يما فيه جيش التحرير القلسطيني
تتوازى مع حجم وجوده على الساحة: وحصة لكل تنظيم شعبي» جماهيري أو مهني تعكس حجمه,
وأن تشكل هذه الحصص أغلبية أعضاء المجلس فتترك بقية المقاعد للمستقلين من ذوي المكانات اى
الكفاءات المتميزة في الاصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية؛ على ان يتم
اختيار المستقلين بالتوافق بين الفصائل كافة؛ وان يخضع تثبيت عضويتهم لقرار يصدره المجلس
الوطنى ذاته. هناء يجدر ان نتذكر ان لكل فصيل وسائله الديمقراطية الخاصة به؛ وهى حر في
استخدامها لاختيار الاعضاء الذين يمثلونه في المجلسء وان التنظيمات الشعبية تختار قياداتهاء
عادة, بالانتخاب والقيادات المنتخبة هي التي تسمي ممثليها فيه.
هذا الاتفاق, وغيره من الاتفاقات التي تناولت شؤوناً متعدّدة أخرى, أجري تثبيتهاء جميعاً
في مواتيق المنظمة. والحقيقة؛ ان تعديلات كبيرة» متعدّدة الوجوهء أدخلت على هذه المواثيق. وكان
هدفها ان تتوسع الممارسة الديمقراطية: وان تستكمل سمة المنظمة ككيان وطني يستوعب
الجميع. فالميثاق القومي» الذي هى الدستور, عدلء وريما من الاصوب القول انه استبدل؛ وأقنّ
المجلس الوطني المشكّل بالصيغة الجديدة ميثاقاً جديداً حمل اسم «الميثاق الوطني». وكذلك عدل
النظام الاساسي. وقد أقرت التعديلات التعددية وصيغ التمثيل الجديدة فظهرت بوضوح سمة
المنظمة, أيضاًء كجبهة للقوى الوطنية الفلسطينية الفاعلة. وأوجز الميثاق المجدّد هذا كله في
مادته الثامنة, فوصف المرحلة بأنها «مرحلة الكفاح الوطني لتحرير فلسطين». ولم يتستر الميثاق
المجدّد على التناقضات كما فعل سابقه, بل أقرّ بوجودهاء فيما دعا الى تغليب التناقض الرئيس
الذي هو هوق «بين الضهيونية والاستعمار. من جهة:ء ويين الشعب الفلسطيتي من جهة ثانية». وعلى
هذا الاساسء تبين في هذه المادة «ان الجماهير الفلسطينية» سواء من كان منها في أرض الوطن
أى في المهاجر, تشكل؛ منظمات وأقراداًء جبهة وطنية واحدة». ويهذا أسقط الميثاق المجدّد النص
المعادي للحزبية الذي ورد في سابقه, وأعطى للتعددية شرعية دستورية. وهذا النص في الميثاق
عززته التعديلات التي أدخلت على النظام الاساسي. فقد آناطت هذه التعديلات بالمجلس حق
انتخاب اعضاء اللجنة التنفيذية الذين ينتخبون رئيسها من بينهم» وفصلت بين منضب رئيس
اللجنة ورئيس المجلس, معززة الفصل بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية؛ ان جاز التعبي,
وجعلت للمجلس .ذاته حق اضافة اعضاء جدد اليه.
ان وجود التعددية داخل م.ت.ف. بما هو أخذ بأكثر منجزات الديمقراطية فعالية والاقراربها في
الميشاق والنظام. الاساسيء واستمرارها في التجرية العملية: قد عززت على الساحة الفلسطينية
العدد '774-1777, أب ( أغسطس ) أيلول ( بتمير) 1591 شزون فأسطيزية ١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22300 (3 views)