شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 17)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 17)
- المحتوى
-
فيصل حورائي حت
واحدة من الحريات التي تميّزت هذه الساحة بها في المحيط العربي القاتم؛ وهي حرية التعبير. هناء
تجدر الاشارة» بصفة خاصة: الى نقطة هامة في تجربة التعددية الفلسطينية؛ فقد أقرت المواثيق»
وكذلك الممارسة العملية, ليس حق وجود قوى متعدّدة, فحسبء بل استقلالية كل قوة في شؤونها
الخاصة ومنع التدخل فيها. وحتى مع الاغواء الشديد لشعار الوحدة الوطنية والحاجة الشديدة له,
لم يخلط ناس المنظمة المفاهيمء ولم يجعلوا مفهوم الوحدة الوطنية مطابقاً لمفهوم دمج المنظمات في
بعضها أي الغاء التعددية. وهذا ما أبرن مرة أخرىء أهمية الالتزام الطوعي فجعل المقداى المتحقق
من الوحدة الوطنية؛ في كل مرحلة, , فعالا لأنه نابع من هذا الالتزام. وهذاء أيضاًء ما جعل حرية التعبير
في الممارسة. كما هي قٍِ المواثيق» راسخة وفعّالة. ووقّر لها المنابر اللازمة. ومهما يكن من أمرء فان
وجود حرية التعبير وتوقر المناير المتعدّدة لمماربستها قدّما خدمات كبيرة للعمل الوطني الفلسطيني»
خدمات يصعب احصاء فوائدها. وبوجود حرية التعبير المستندة الى التعددية الحقيقية, ٠ بقي الياب
مفتوحاً أمام النضال الداخلي لصناعة السياسات عبر الحوار الفعّال ولعالجة الاخطاء والمعضلات
ومراقبة السلوك. وبوجود التعدّدية وحرية التعبير, أمكنء في الوقت ذاته, تكتيل الجمهور حول المنظمة
وحفزه على الدفاع عنها كلّما تعرّضت للخطر. كما أمكن بوجود حرية التعبير, حماية التعدّدية ذاتها
التي هي مفتاح كل الممارسسات الديمقراطية الاخرى وضمان استمرارها. ولكان من العيث الحديث
عن أية حريات من أي نوع داخل م.ت.ف. لولا وجود التعدّدية وحرية التعبير المقترنة بها .
يبقى, بعد هذاء من المقيد والهامء التذكير بأن أي حديث يدور حول ديمقراطية م.ت.ف. أى
ديمقراطية العمل الوطني الفلسطينيء مثله مثل أي حديث حول استقلالية هذا العمل أو أي شأن
آخر من شؤونه. انما هى حديث يتطرّق لأمور نسبية؛ ما دامت المنظلمة, ٠» وشي الممثلة لهذا الشعب
والمستوعبة لهذا العمل» هي منظمة لشعب مشتّت خاضع لسلطات متعدّدة» وعلاقات انتاج مختلفة,
وغير متمتّع بالسيادة على أرضه أو على نفسه في أي مكان. وبهذاء لا يمكن تقديم أوصاف تامّة الكمال
لأي ممارسة فلسطينية عامة.
يضاف الى ذلك التأثيرات السلبية للتدخلات الخارجية المباشيعٍ في الشأن القلسطيني» ٠ وي
تدخلات كثيرة متضاربة الاهداف. وفتاكة في كثير من الحالات ٠ وغالباً ما تكون موجهة ضد مأ هو
ايجابي في الممارسة الفلسطينية. والامر هنا لايجيء من تدخلات الخصوم؛ وحدهم, بل كثيراً ما تترتب
آثار سلبية على تدخلات الحلقاءء أيضاً. ويمكن للمرء ان يعد مئات الامثلة التي واجهت م.ت .ف. فيها
ضغوط الاصدقاء, فضلاٌ عن هجمات الخصوم؛ وعانت منها. هذا الامر يفاقمه واقع ان أطرافاً كثيرة
أعطت لنفسها حق التدخل في الشأن الفلسطيني» وأباحت لنفسها حق الافتاء وحتى القرار في هذا
الشأن وبما يخالف رغبة غالبية الفلسطينيين. كما فاقم من هذا الامران الاطراف العربية, وخصوصاً
الانظمة الحاكمة المعنية أكثر من غيرها بالشأن الداخلي الفلسطينيء لها امتدادات ودوائر نفون داخل
الساحة الفلسطينية ذاتها. هذا اذا لم نتحدّث عن الاتجار المزمن بالقضية الفلسطينية بدعاوى دينية
أى قومية أى غيرها.
أما التأثيرات 'السليية النايعة من داخل هذه الساحة, وهي التي تغدى أشد خطورة حين تتقاطع
مع التأثيرات الخارجية: » قهي» ٠ أيضاً » كثيرة. لنأخذ بعض الظواهر الشائهة : ترهل الاجهزة واستشراء
البيروقراطية؛ الافساد والفساد وما ينجم عنهما من تخريب روحي ومادي؛ نزعات التسلّط القردي أى
الفثوي وما يقترن بها من اعاقة الممارسة الديمقراطية وتشويه لها؛ الخروج لهذا السبب أو ذاك
1 اْؤُون فلسطزية العدد 755 - 558, آب ( اغسطس ) أيلول ( سبتمير ) 15505 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10663 (4 views)