شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 69)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 69)
المحتوى
عوض خليل ح-
حيث لا قيمة حقيقية يمكن أن يضيفها تفادي هذا الخلط على قاعدة اهداف هذا البرنامج الذي
استمد شرعيته من الماضي فقطه ولم يأخذ ف حسبانه جملة التطورات اللاحقة التي أنشأت معها حقوقاً
لكل الاطراف يتعين الاعتراف بها عند استشراف احتمالات المستقبل. فقد تم النظر الى الصراع
باعتباره صراعاً تناحرياً غير قايل 'ي أي وقت من الارقات: لحله سوى بزوال أحد مطبيه” . وحجبت هذه
الرؤية سبل النظرة الموضوعية لاسرائيل ولتناقضاتها الد اخلية؛ كما هي على حقيقتها. وتأسست: فى
المقابل» فرضية مفهومية رأت في التجمع البشري الموجود في اسرائيل» كتلة صماء وأحدة لا تمايز بيتهاء
واغفلت خريطة التناقضات في اسرائيل التي تحفل بمتغيرات هامّة لدى اطرافهاء ويالتالي لا يمكن تقرير
الملامح المميزة لشخصية كل طرف بمجرد الاحتكام الى ملامح شخصيته في الماضي فقط").
في هذا السياقء تشكلت عند معظم القوى الفلسطينية نظرة تنفي أي طابع قومي عن «المجتمع
الاسرائيلي». وبلغ الميثاق القومي الى حد اعتبار الروابط الروحية بين اليهود وفلسطين «لا تتفق مع
حقائق التاريخ: ولا مع مقومات الدولة في مفهومها الصحيح»(١).‏ وكانت التناقضات داخل اسرائيل
تبرز, فقطع لتأكيد طابعها المصطنع والعنصريء ودورها كأداة وقاعدة متقدمة للغرب الاستعماري.
كما اعتمد الفكر السياسي الفلسطيني المطابقة التامة بين الصهيونية وأسرائيل» واغفل التناقضات
والاتجاهات في الاولى والثانية؛ وتجاهل التمايزات الحقيقية التي تنشاء بالضرورة؛ لاي عقيدة عند
دخولها حقل الممارسة والتي قد تصل في تمايزها الى حد الانفصال؛ وهو شأن يمكن تعميمه؛ بحذر:
على كل الايديولوجيات: وخاصة تلك المستندة على اسس غير واقعية؛ كما هو حال العقيدة الصهيونية.
اكثر من ذلكء اعتاد القكر السياسى الفلسليني «المطابقة بين اليهودية والصهيونية واسرائيل... بحيث
يغني ذكر واحدة منها عن الاخرى»!7) . وكان التموذج الابرز على ذلك لدى اقرار الميثاق القومي
الفالسطيني حيث تم تعديل عبارة من المادة الثامنة عشرة من مشروع الميثاق كانت تنص على ان
«اليهودية بوصفها ديناً سماوياً جديراً بالتقدير والاحترام ليست قومية...("). واصبحت في الميثاق
«ان اليهودية بوصفها ديناً سماوياً ليست قومية...2(), بحيث شطبت عبارة «جديراً بالتقدير
والاحترام». أن نفي صفتي التقدير والاحترام فرضه اقتران اليهودية بالصهيونية في الذهن آنذاك.
وهذا يعني ان نفي الصفتين عن اليهودية قصد به نفيهما عن الصهيونية؛ وبالتالي عن اسرائيل. ولا
شك في ان هذا الاقتران, سواء كان بوعي أو بدونه» ساهم في عرقلة وتأخير عملية التعرف على طبيعة
كل منهما على حدة؛ وعلى طبيعة الروابط القائمة بينهما كما هي بالفعل. كما عرقل عملية أخرى مرتبطة
بهذهء أي التمييز بين ما هو يهودي» وما هويهودي - صهيوني غير اسرائيي» وما هويهودي - اسرائيلي»
وما هو صهيوني - اسرائيي» بما يجمع أيّاً منها بالآخر أ يفرقه عنه»(١').‏
لقد صنع كل ما سبق ذكره جداراً من المحرمات لم يكن من السهل اختراقه. وأقام حاجزاً منيعاً
احتاج لمدى زمني طويل نسبياًء كما احتاج لتطورات سياسية كبيرة من اجل هرّه وفتح ثغرة فيه,
واحداث تبديل في محتوياته ومضامينه.
مرحلة الدولة الديمقراطية 1575- 51/4ا)
كانت هزيمة حزيران ( يونيو) 1971 أهم حدث سياسي وعسكري أحدث تغييراً كبيراً في الفكر
السياسي الفلسطينيء وأعاد صياغة منظمة التحرير الفلسطينية: من جديدء بعد سيطرة فصائل
المقاومة عليها خلال دورتي المجلس الوطني الفاسطيني الرابعة والخامسة على التوالي. في تلك الاثناء,
وقبل تبثي المجلس الوطني في دورته الخامسة لشعار اقامة دولة ديمقراطية في فلسطين يتعايش
34 شين فلسطيزية العدد 557 - 27374 آب ( اغسطس ‎ )‏ يلول ( سبتمير) 14917
تاريخ
أغسطس ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10664 (4 views)