شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 73)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 73)
المحتوى
عوض خليل ‏ حدس
ان عودة لقرارات المجالس الوطنية السابقة للدورة الثانية عشرة سوف تبين مدى التحول الذي
طرأ على الفكر السياسي الفلسطيني. فمنذ الدورة السابعة للمجلس في العام ‎:197١‏ لم تخل أي من
مقررات المجالس اللاحقة من ادانة واستنكار الدعوة لقيام دولة فلسطينية مستقلة. ففي البيان
«الهام» الصادر عن القيادة الموحدة لحركة المقاومة الفلسطينية في عمان في السادس من أيار (مايو)
الذي تبنّاه المجلس في دورته السابعة: تقرّررفض الحلول السلمية والتصفوية والاستسلامية
كافة؛ بما فيها المؤامرات الرجعية لاقامة دولة فلسطينية على جزء من الارض الفلسطينية»('"). وفي
الدورة الاستثنائية التي عقدت في عمان بتاريخ 8/117/ ‎2197١‏ قرر المجلس الوطني «رفضه تقسيم
البلاد الى دويلة فلسطينية ودويلة اردنية في محاولة للتغرير بشعب فلسطين وتمرير الحلول التصفوية
واقامة دويلات عميلة يستخدمها الاستعمار والصهيونية لضرب حركة الثورة الفلسطينية
والعربية,!"2, وفي الدورة الثامنة التي عقدت في القاهرة في العام ١1517ء‏ قرر المجلس «الوقوف»,
بحزمء ضصد دعاة اقامة دويلة فلسطينية فوق جزء من التراب الفلسطيني' » وعلى اعتبار ان السعي
لاقامة مثل تلك الدويلة انما يقع في نطاق تصفية قضية فلسطين»(١").‏ وفي الدورة التأسعة التي عقدت
في القاهرة في تموز ( يوليى ) ‎:191/١‏ جدّد المجلس رفضه ««دعوات اقامة الدويلة الفلسطينية في جزء
من ارض الوطن»9'"). وفي الدورة العاشرة التي عقدت في القاهرة في نيسان (ابريل) 219175, تبنّى
المجلس بيان المؤتمر الشعبي الذي عقد في القاهرة الفترة نفسها من عقده المجلس الوطنيء والذي
ندد بمشروع المملكة العربية المتحدة. وفي الدورة الحادية عشرة التي عقدت في القاهرة في كانون
الثاني ( يناير) 1517/5: اعتبر المجلس ان مشروع الون ومشروع الدويلة الفلسطينية في الضفة
[الفلسطينية] وقطاع [غزة] «مؤامرات» من اجل تصفية الثورة الفلسطينية وتصفية الوجود الوطني
الموحد للشعب الفلسطينى ولقضيته الوطنية9"),
هكذاء اذا جاءت قرارات الدورة الثانية عشرة بمثابة انقلاب في الفكر السياسي الفلسطيني»
وشكلت بداية ميل حقيقي لاعادة نظ جدّية في الموقف من اسرائيل. في هذا الاطارء أصدر المجلس
الوطني» في دورته الثالثة عشرة» قراراً يعكس بداية تحول في العلاقة مع بعض القوى الاسرائيلية . فقد
تضمنت قرارات الدورة» لأول مرة. نصاً أكد «على اهمية العلاقة والتنسيق مع القوى اليهودية
الديمقراطية والتقدمية في داخل الوطن المحتل وخارجه؛ التى تناضل ضد الصهيوزية كعقيدة:
وممارسة», ودعا جميع الدول والقوى المحبة للحرية والعدل والسلام في العالم «الى قطع جميع أشكال
المساعدة والتعاون مع النظام الصهيوني ‏ العنصري» ورفض الاتصال بهء والى ادانته»(2").
وعلى اهمية هذا القرارء فان طريقة صياغته جاءت مليئة بالثفرات. فالنص صيغ بطريقة كما لو
كان مقصلا على الحزب الشيوعي الاسرائيلي (باكع) الذي تتشكل غالبيته من العرب الفلسطينيين في
اسرائيل» ومن بعض الشيوعيين الاسرائيليين”")» فهم الوحيدونء تقريباًء الذين تنطبق عليهم شروط
القوى «الديمقراطية التقدمية» ى «النضال ضصد الصهيونية كعقيدة: وممارسة». مع ذلك؛ فأن تعبير
«القوى اليهودية» لا ينطبق على القسم الاساس منهمء لانهم عرب وليسوا يهوداً. كما ان القرا أعتير
هذه القوى «داخل الوطن المحتل» وليس في «اسرائيل»: وه ما ترفضه هذه القوى. والواضح
العبارة الاخيرة في النص جاءت لازالة أي تفسير قد يفهم منه أن تغيراً قد أجري من طبيعة 0
باعتبايد نظاماً عنصرياً يجب قطع جميع أشكال المساعدة والتعاون معهء الخ. وهذه الاحاطة كانت
ثيقة الصلة بحركة القسوية التي كانت قائمة حينها.
أغلب الظنء ان الارتباك والالتباس اللذين اتسم بهما القرار يعودان الى حملة الرفض
75 شْوُونُ فلسطزية العدد 7 4لاء آب ( اغسطس ) - أيلول ( سبتمير) 1991
تاريخ
أغسطس ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7279 (4 views)